شهدت أوساط الحركات الثورية والتيارات السياسية في مصر جدلا واسعا قبل المظاهرات الحاشدة، التي دعت الجمعية الوطنية للتغيير و15 ائتلافا ثوريا، لتنظيمها اليوم "الجمعة" في ميدان التحرير وميادين مصر الأخرى للمطالبة برد الشرف والاعتبار لحرائر مصر من النساء، تحت شعار "جمعة رد الشرف لحرائر مصر". وطالبت الجمعية، في بيان لها جميع بنات وأبناء مصر بالخروج في مسيرات سلمية اليوم الجمعة احتجاجا على الاعتداءات التي طالت بعض الفتيات المشاركات في اعتصام مجلس الوزراء، وتأكيد حرية المصريين وكرامتهم وحقوقهم الأساسية التي ثاروا من أجلها في 25 يناير. وأكدت الجمعية أن المرأة المصرية، التي قامت بدور أساسي في ثورة الحرية والكرامة، تعرضت لكثير من الغبن والظلم والتجاهل منذ الثورة، وأنه آن الأوان لكي نتكاتف جميعا من أجل تأكيد حقوقها غير القابلة للمساومة في التمثيل المتكافئ، وبالتساوي مع الرجل في البرلمان وجميع المناصب العليا من دون أي تمييز أو تفرقة. وأعلن "الحزب المصري الديمقراطي" أنه يضم صوته إلى صوت الجمعية الوطنية للتغيير وائتلاف شباب الثورة في الدعوة إلى مليونية "حرائر مصر" فيما أعلنت جماعة الإخوان المسلمين أنها لن تشارك في المليونية التي دعا لتنظيمها 16 حركة وائتلافا سياسيا وثوريا في ميدان التحرير للاحتجاج على أسلوب قوات الجيش في سحل وضرب النساء المشاركات في اعتصام " مجلس الوزراء" والأحداث التي وقعت بعد ذلك وأسفرت عن مصرع 14 شخصا وإصابة المئات الآخرين. وقالت الجماعة في رسالتها الأسبوعية التي تصدر عقب الاجتماع الأسبوعي لمكتب الإرشاد للجماعة أنه بالنسبة لمظاهرات يوم الجمعة التي تدعو إليها بعض الفصائل والائتلافات، "فنحن مع التهدئة والإسراع في المسيرة الديمقراطية، فذلك هو الطريق الوحيد السليم والمأمون لنقل السلطة من المجلس العسكري إلى السلطة المدنية المنتخبة وتحقيق الاستقرار في البلد". وأضافت الجماعة أنه بالنسبة لموقفها من تقديم موعد انتخابات الرئاسة التي دعا لها بعض السياسيين فإن هذا الموقف يتمثل في "أننا مع تقصير الفترة الانتقالية إلى أقل مدة ممكنة ونقل السلطة إلى سلطة مدنية منتخبة بعدما رأيناه من أداء المجلس العسكري، على أن تتم عملية النقل هذه بعد تكوين مؤسسات دستورية تستطيع تسلم السلطة، وأن تتم الإجراءات بتوافق مع الأحكام الدستورية التي استُفتى عليها الشعب، احترامًا لإرادة الشعب، فإذا توافرت هذه الشروط فنحن مع أي اقتراح يحقق سرعة نقل السلطة. وحظي موقف الإخوان باستياء شديد من جانب المتظاهرين في التحرير ولدى قطاعات أخرى في الشارع المصري أيضا لسكوتها على عنف القوات المسلحة وتجاوزاتها بحق النساء. وعلى صعيد آخر، عادت الخيم للظهور مرة أخرى في صينية الميدان، ويقوم عدد من النشطاء ببناء عدد من الخيام في الوقت الحالي، استعدادا للمليونية المقبلة، كما عاود الجدار البشرى عمله مرة أخرى أمام الجدار الخراسانى بشارع الشيخ ريحان بعد عودة عدد من الصبية لرشق قوات الجيش والأمن، وطالبوهم بالاعتصام في الميدان، مؤكدين لهم "أن اعتصامنا سلمى في الميدان، ورفض المتظاهرون والمعتصمون في ميدان التحرير بيان حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي للإخوان، بشأن عدم مشاركتها في المليونية القادمة، مؤكدين أنه شيء طبيعي من الإخوان بعدما تعاونوا مع المجلس العسكري، وأننا تعودنا على ذلك منذ تحالف الإخوان مع المجلس العسكري، وأن أولويات الإخوان تختلف الآن عن أولويات الثوار، ونحن لا نريد من لا يؤمن بالقضية، والإخوان لا يؤمنون بقضيتنا، كما أننا لا نريد أي تيار يهدف إلى ركوب الموجة من دون الإيمان بمبادئ الثورة وأهدافها.