قال علماء من كندا إن أهمية الدوريات العلمية الكبيرة تتراجع ببطء، ولكن بشكل مستمر، في عصر الإنترنت. وبحسب العلماء تحت إشراف فينسينت لاريفيير من جامعة مونتريال الكندية في دراستهم التي تنشرها، الإثنين، مجلة “جورنال أوف أمريكان إنفورميشن ساينس آند تكنولوجي” فإن عدد الباحثين الذين يقتبسون من كبرى الدوريات العلمية المعروفة في العالم مثل “نيتشر”، و”ساينس”، و”جاما”، و”سيل” يتراجع منذ سنوات، وهو ما يقلل من تأثير هذه المجلات العلمية، حسبما يرى الباحثون. وهناك منافسة في المجال العلمي أيضاً على الأبحاث العلمية التي تنشر في هذه المجلات. وتحتل مجلتا “نيتشر”، و”ساينس” مكانة متميزة بين المجلات العلمية المنافسة، ولهما تأثير علمي كبير. وبعبارة أخرى، فإن البحث المنشور في مجلة “نيتشر” يعد أكبر قيمة من البحث المنشور في مجلات علمية أخرى، كما أن الدراسات التي تنشر في مثل هذه المجلات تساعد صاحبها على تولي مناصب علمية أرقى. وتبين للباحث لاريفيير وزملائه أن هناك تحولاً في هذا الأمر، حيث كان 45% من الأبحاث العلمية التي استشهد بها الباحثون في دراساتهم عام 1990 تنشر في أكثر المجلات العلمية تأثيراً، في حين تراجع هذا العدد إلى 36% عام 2009، مما يعني، بحسب الباحثين، أن كثيراً من الدراسات العلمية التي يقتبس منها الباحثون في أبحاثهم لم تعد تظهر على وجه الخصوص في الدوريات العلمية البارزة. وتستند الدراسة إلى 820 مليون اقتباس علمي، و25 مليون مقال بحثي نشرت في الفترة بين عام 1902 و2009 “حيث كانت أبرز الاكتشافات العلمية تنشر في الفترة بين عامي 1902 و1990 في أشهر الدوريات العلمية.. ولكن لم تعد هناك الآن نفس هذه العلاقة بين كبرى الاكتشافات العلمية وأشهر الدوريات البحثية”. وعزا الباحثون ذلك إلى أن التقنية الرقمية غيرت الطريقة التي تصل بها الأبحاث الجديدة للباحثين “فمن الناحية التاريخية، كان الباحثون يحصلون على المجلات العلمية بشكلها الورقي عن طريق الاشتراك، وكانت هذه الدوريات هي المصدر الأساسي للأبحاث العلمية، ولم يكن علينا أن نبحث خارج هذه الدوريات”. ولكن أدوات البحث الإلكتروني، وعلى رأسها جوجل، جعلت الأبحاث والمقالات العلمية متاحة للجميع، سواء نشرت هذه المقالات في المجلات المرموقة أم لا، حسبما أوضح الباحثون. ورأى الباحثون أنه من الضروري لتقييم مدى أهمية بحث، أو مقال علمي، معرفة عدد الدراسات التي اقتبست من هذه الدراسة وليس مجرد معرفة اسم المجلة التي نشر فيها الموضوع أول مرة، وهو ما يقلل من تأثير الدوريات العلمية. ولكن هذه الدوريات العلمية، لا تزال بحسب الباحثين تتفوق على الكمبيوتر بميزة مهمة، ألا وهي التقييم الذي يقدمه خبراء كل مجال علمي للدراسة المنشورة. د ب أ | مونتريال