لم يغادر «خامنئي» مقرّه في طهران لإلقاء خطبته في محافظة «خراسان» لولا الإدراك باهتزاز صورته ومكانته في إيران بسبب سياساته الفاشلة وعزلة بلاده الدولية وما نجم عنها من عقوبات اقتصادية وسياسيّة متتالية تنخر في جسد الدولة الإيرانية المتهالك. وأمام السقوط المتواصل لصورة الطاغوت الحاكم في إيران، يسعى بعض الانتهازيين الاعتلاء بمكانة مُرشدهم الأدنى عِبْر نسب الألقاب والسمات والصفات التي لم تطلق على أحد من قبل في تاريخ البشرية. ونفى «محسن قرائتي» إمام جمعة طهران وجود سلطة تفوق سلطة خامنئي عدا سلطة الله!! وعدت مؤسّسة الدراسات والبحوث السياسية التابعة لوزارة الاستخبارات الإيرانية أن «خامنئي أصبح أحد أولياء الله ويحمل أحد أسماء الله الحُسنى»!! ومع إطلاق الدول الأوروبية حزمة عقوبات جديدة مُهينة ومذلّة ضد طهران، بلغت حتى تحريم السفر على مواطنيها لإيران، يسعى قادة إيران إشغال المواطنين الجياع بالجدل حول اعتراف «خامنئي» بالخطأ بإطلاقه مبادرة سابقة للحد من تعداد سكان البلاد، وانقسام عصابته بين مؤيّد متملّق ومعارض منافق حول «عصمة» المُرشد الأدنى!! وبيّن «محمّد صالح مفتاح» مدير موقع «منبر المستضعفين» أن «تصريحات خامنئي يجب أن تبلغ آذان المدّعين بعصمته». وهاجمه أعضاء «حزب الله» مؤكدين أن «خامنئي معصوم ولن يخطأ»!! وأكد «مهدي مهدوي نجاد»، أحد قادة الحرس الثوري أن «استقبال أهالي خراسان لخامنئي يُعد معجزة إلهية»!! وأطلقت «مؤسّسة الخميني مبادرة ذبح القرابين لسلامة خامنئي»!! وبذلك نفهم إن مجازر «خامنئي» المرتكبة في «الأحواز» و«سوريا» و«العراق» ما هي إلا تلبية لمبادرة «مؤسّسة الخميني» بتقديم القرابين لسلامة خامنئي. إلا أن سقوط صنم الطاغوت «حافظ الأسد» في «حماه» على يد أحرار سوريا، يُعد بداية لسقوط نظيره في طهران.