باتت مهنة “طباخ الأعراس” مهددة بالاندثار في ظل افتتاح عدد كبير من المطابخ والمطاعم الحديثة، لاسيما مع ظهور موضة “البوفيهات” في الأفراح والمناسبات، وتبين الستينية أم سعد، التي التقتها “الشرق” في السوق النسائي الشعبي، في سوق السويق في الهفوف، أن زوجها كان من أمهر طباخي الأعراس قبل وفاته، وتذكر بأن زوجها محمد سعد الفهد ورث مهنة الطبخ عن والده، فقد بدأ مساعداً لأبيه الذي كان يدعى بطباخ الغوص، لأنه كان يخرج مع الغواصين في سفن “الطواشة” الكبيرة لطبخ الطعام طوال الرحلة. وتنوه أم سعد أن أهل العرس كانوا يتكفلون بكل مستلزمات الوليمة من أرز ولحم وحشو، ماعدا خلطة البهارات الخاصة به، حيث كان يتولى إعدادها بنفسه، وكان أهل العرس يخصصون له مكاناً قريباً من الزفاف لطهو الطعام، الذي كان يعده بينما يشاهد احتفالات الزفاف من بعيد، كما أنه يعد الشاي والقهوة للحضور، مضيفة أن الطباخ كان يتقاضى أجراً جيداً، عدا الهدايا العينية كاللحم. وكانت أم سعد تشارك زوجها في إعداد البهارات، الأمر الذي وفر لها دخلاً إضافياً بعد وفاة زوجها، حيث بدأت تبيع البهارات التي يعدها زوجها، كما كان يساعدها هو في تقطيع البصل أحياناً، مشيرة إلى أن زوجها كان يعمل باستمرار، وكان دخله من الطبخ هو عائده الوحيد، موضحة أن الناس في الماضي كانوا كثيري التزاور، يحبون إقامة العزائم والولائم، بهدف التواصل والأنس، ولكن مع التطور وظهور مطابخ الولائم المتخصصة، تراجع الطلب على “أبو سعد”. وتؤكد أم خالد إحدى أشهر الطاهيات في الأحساء، أن الإقبال عليها كبير، وتحصد ربحاً وفيراً مقابل عملها في الطهي، وباتت تفكر جدياً في افتتاح مطبخ ومطعم نسائي. بينما يرى نامي النامي، صاحب مطعم، أن ظهور موضة البوفيهات في الأعراس وعروض المطاعم التي تتحمل كافة أعباء ولائم المناسبات عن صاحبها، يساهم إلى حد كبير في اندثار المهنة، خاصة مع عزوف الشباب السعودي عنها، أسوة ببقية المهن اليدوية والحرفية، حيث يجدون فيها انتقاصا من قدرهم.