بداية أهني أصحاب السمو والمعالي الذين تم تمديد خدماتهم على الثقة الملكية الغالية، لكن أذكّر كل مسؤول أن الاستمرار في المنصب لا يعني المكافأة على النجاح وتحقيق الأهداف بقدر ما هو استمرار مسؤولية العمل لتحقيق النجاح وبلوغ الأهداف؛ ففي بناء الأوطان لا نهاية للعمل ولا حدود للأهداف، فالعمل مستمر بلا توقف تتناقل فيه الأجيال الراية جيلاً بعد جيل! غالباً ما يجيب أي مسؤول على تهنئة التعيين أو مد الخدمة بطلب الدعاء بالتوفيق لحمل الأمانة وأداء الواجب، فالمسؤول لدينا يدرك حقيقة المسؤولية العامة التي يحمّله إياها ولي الأمر، وفي ظل رؤية 2030 ولّى زمن الوجاهة بالمناصب والألقاب، وحل محلها استشعار ثقل المسؤولية والأمانة والمحاسبة! أتذكّر قبل سنوات عدة مسؤولاً شكا لي من أنه أمضى في منصبه 6 سنوات دون أن يسأله أحد ماذا أنجزت أو يناقشه في تقريره السنوي، لكن في زمن الرؤية والتحول، تغيّر مفهوم المسؤولية، وأصبح المنصب امتحاناً لا تتوقف اختباراته، وقد سمعت من أحد المسؤولين قوله إنه عندما يذهب لتقديم تقاريره في مجلس التنمية الاقتصادية يشعر كأنه طالب ذاهب لأداء الاختبار، وهذا ما جعله يستشعر مسؤولية أعظم في أداء مهام عمله! كان تمديد الخدمات في السابق عملاً روتينيّاً، وشَغْلُ المنصب لسنوات طويلة أمراً تقليديّاً تمتزج فيه المسؤولية بالوجاهة، حتى أصبح اليوم المنصب مسؤولية عمل ولا شيء آخر، بينما تمديد الخدمة مرتبط بالقدرة على مواصلة العمل وإتمام إنجاز المهام! باختصار.. عندما أهنئ أي مسؤول بمنصبه أو التمديد له تكون تهنئتي على الثقة الملكية الغالية، أما الوظيفة ومسؤولياتها فلا تستحق سوى الدعاء وربما الشفقة!