تدرك المملكة جيداً طبيعة المرحلة الراهنة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، بعد فترات صعبة، شهدت الكثير من الاضطرابات السياسية والأمنية والعسكرية، التي طالت كلاً من قطاع غزة وسورية ولبنان واليمن، فضلاً عن ليبيا والسودان، كما تدرك المملكة أن هذه الاضطرابات تحتاج إلى جهود شاملة، لتعزيز الاستقرار والهدوء في عموم المنطقة، وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه. وبعد اتفاقي وقف الحرب في قطاع غزةولبنان، رأت المملكة أن عليها دوراً مهماً، ينبغي القيام به، لتعزيز مقدراتهما للنهوض في جميع المجالات، ويمتد هذا الدور إلى دولة سورية، التي تشهد هي الأخرى فترة انتقالية، تحتاج خلالها إلى دعم سياسي وآخر دبلوماسي، وهو ما تحرص عليه المملكة حالياً، من خلال حراك تشهده المملكة حالياً، حرص خلاله العديد من قادة الدول، وكبار المسؤولين على زيارة المملكة، والالتقاء بالمسؤولين السعوديين، للتشاور بشأن مستجدات المنطقة. وخلال الأيام الأخيرة، تركز اهتمام المملكة على سورية ولبنان، ويشهد على ذلك الزيارات المكوكية التي قام بها وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان إلى هذين البلدين، بهدف بحث آليات تطوير العلاقات الثنائية معهما، والتوصل إلى آليات عمل جاد، من شأنه أن يعزز الأمن والأمان في هذين البلدين، بعد فترة طويلة من عدم الاستقرار، الذي أرهق البلاد والعباد. تدرك المملكة أن تعزيز الاستقرار في المنطقة، لا يكتمل إلا بوجود برامج واتفاقات اقتصادية متنوعة، تنعكس إيجاباً على شعوب المنطقة، لذا ترى الرياض أن استثمار وقف الحروب والاضطرابات السياسية، يمكن المنطقة من النهوض اقتصادياً، في إشارة إلى إمكانية تعافي الاقتصادين السوري واللبناني، وانتعاشهما بالصورة التي توفر حياة مستقرة وكريمة لأبناء الشعبين الشقيقين. وتتوج المملكة جهودها لدعم سورية، بالانخراط في حوار مع الدول ذات الصلة، لرفع العقوبات عن دمشق في أسرع وقت، ما يمكنها من إعادة الإعمار، والتنمية الاجتماعية، وتطوير قطاع الصحة والطاقة والتعاون الدولي، ويعيد البلاد إلى المكانة التي تستحقها في قلب القارة الآسيوية والعالم. ولا يقل الدعم السعودي للبنان، عنه لسورية، إذ تقف الرياض مع بيروت، وتنظر بتفاؤل كبير لمستقبل البلاد السياسي، خاصة بعد انتخاب جوزيف عون رئيساً له، الأمر الذي يتطلب تعزيز الإصلاحات في كل مناحي البلاد، وسيكون لهذا تأثيره في تعزيز ثقة العالم في لبنان ومؤسساته، ورئيسه الجديد، القادر على تحقيق الأمن والاستقرار للبلاد، من أجل مجابهة تحديات المرحلة الراهنة.