فاز الفيلم الإيطالي “حمولة” (كارغو) للمخرج الشاب كارلو سيروني بالجائزة الكبرى في الدورة العاشرة من مهرجان طنجة للفيلم القصير المتوسطي مساء السبت الماضي فيما لم تنل تركيا التي شاركت بخمسة أفلام إلا جائزة افضل ممثلة في وقت توقع لها الكثيرون من النقاد ومتابعي المهرجان أن تفوز بجائزة اكبر. وقال مخرج الفيلم تعقيبا على فوزه “أنا سعيد للغاية لان المسابقة تضمنت الكثير من الأفلام الجيدة وذات المستوى العالي التي شاهدتها مثل الأفلام التركية… أنا فخور بنيل الجائزة”. وكان فيلم تركي نال الجائزة الكبرى للمهرجان العام الماضي. وأتت نتائج الدورة العاشرة مفاجأة لان الأفلام التركية المشاركة هذه السنة كانت ذات قيمة فنية متميزة وكذلك اليونانية منها. من ناحيته شرح المخرج المغربي لحسن زينون الذي ترأس لجنة التحكيم سبب اختيار الفيلم الإيطالي بالقول، “في الفيلم نرى قوادا يتحول إلى إنسان يختار أن يخرج امرأة من قبضة القواد الكبير الذي يعمل معه ليعيد لها حريتها”. ويروي الفيلم قصة شابات اوكرانيات يتم تشغيلهن على الطرقات في إيطاليا ويحدث ان يتوهم احدهما أن الطفل الذي تحمله إحداهن هو طفله فيقوده وهمه هذا لان يؤمن لها حريتها مهما كلف الثمن. وفاز بالجائزة الخاصة للجنة التحكيم فيلم “كيف ما يقولو” المغربي هشام عيوش. واعتبر رئيس لجنة التحكيم انه يجسد قصة اوديب معكوسة “وهذا الانعكاس وهذا التعارض هو ما لفت انتباهنا كما بالنسبة للفيلم الذي منحناه الجائزة الأولى”. وارسل عيوش الذي غاب عن حفل الختام بكلمة قرأها بطل فيلمه ندد فيها ب”نفاق المجتمع المغربي” بشأن مسألة المثلية كما ندد بمادة القانون المغربي يعاقب بناء عليها المثليون جنسيا. ويسلط الفيلم التجريبي الإنشائي والذي قدم أساسا في بيانالي الفنون في الشارقة على اعتراف ابن لابيه بانه مثلي، كلمة كان لها وقعها على الأب بينما الاثنان في رحلة صيد في طبيعة جبلية. وفاز فيلم مغربي قصير آخر هو “الليلة الأخيرة” للمخرجة مريم التوزاني بجائزة السيناريو التي كافأت عملا صور تقاليدا معينة مرتبطة بوفاة جد في إحدى الآسر وكيف تقبل الأم التقاليد التي ترفضها طفلة ترتبط بجدها بعلاقة قوية. وكان الناقد آيت عمر المختار اعتبر قبل أعلان الجوائز إن مستوى المشاركات العربية عموما ضعيف وعزا ذلك ل”ضعف ميزانية إنتاج الفيلم القصير العربي الذي لا زال في مرحلته الأولى”. وكانت جائزة الإخراج من نصيب فيلم “مظلة” الكرواتي للمخرج جور بافلوفيتش الذي التقط حقيقة علاقة بين شاب وشابة جاءته فجرا لتسترد مظلتها. جائزة افضل ممثل فاز بها ريشات اربانا عن دوره في فيلم “ما وراء النهر” للمخرج صابر كنكي من مونتيتغرو فيما منحت بلسيم بيلجان جائزة افضل ممثلة عن دورها في فيلم “صمت” للتركي رزان يشلباش وهو شريط تدور احداثه في ديار بكر. واضيفت جوائز التمثيل هذا العام الى الجوائز الاربع التي يمنحها المهرجان عادة كما منحت جائزة الدورة العاشرة من المهرجان للمخرج الايطالي تيري غيليام عن فيلمه “عائلة باكلمها”. واستحدثت هذا العام أيضا جائزة الشباب التي تقدمها لجنة تحكيم شابة لفيلم تختاره وقد توجت هذه اللجنة الفيلم السلوفيني “أبي هل يمكنني القيادة” للمخرج ميحا هوسيفار. وشارك في مسابقة المهرجان هذا العام 45 فيلما قصيرا قدمت من 21 بلدا متوسطيا وسط حرص منظمي المهرجان على أن يتمثل اكبر عدد ممكن من بلدان الحوض بأعمال اختلف مستواها. وشهدت الدورة العاشرة من مهرجان الفيلم المتوسطي عرض بانوراما للفيلم القصير المغربي ضمت حوالى 40 فيلما فضلا عن بعض العروض لأفلام الطلبة. أ ف ب | طنجة