تحولت مدينة طنجة المغربية منذ مساء الإثنين عاصمة للفيلم المتوسطي القصير مع افتتاح الدورة العاشرة من المهرجان الذي يضم أعمالاً سينمائية من مختلف أنحاء المتوسط، ويستمر لستة أيام مقدماً أبرز الوجوه العربية والمتوسطية الشابة في نتاجها الواعد. وافتتح المهرجان الإثنين فيلم مغربي قصير وفق المعتاد يعود إنتاجه للعام 1945، وهو للمخرج مؤمن السميحي بعنوان “لا حظ لك سي مومن”. وتحدث رئيس المركز السينمائي المغربي نور الدين الصايل عن “إغواء متوسطي ينقب في الأعماق الخصبة لمخيلة الفيلم القصير”. وقد رفع الصايل بمناسبة استهلال الدورة العاشرة من المهرجان شعار “الآن يبدأ العمل”. ويضم مهرجان الفيلم القصير المتوسطي في طنجة ضمن مسابقته الرسمية لهذه الدورة 45 فيلماً اختيرت من كل دول المتوسط لتجسد القضايا والأفكار التي يطرحها ويعالجها شباب المنطقة من الضفتين في أعمالهم القصيرة. وتتمثل المشاركة المغربية في المسابقة بخمسة أفلام هي “الهدف” لمنير عبار، و”كيف ما يقولوا” لهشام عيوش، و”الليلة الأخيرة” لمريم التوزاني، و”اليد اليسرى” لفاضل شويكة، و”رقصة مع أسمهان” لسامية الشرقيوي. ويشارك فيلمان من الجزائر هما “حراقة” لفريد بنتومي، و”النافذة” لأنيس جعاد، وفيلمان من تونس “قاع البير” لمعز بن حسن، و”بابا نويل” لوليد مطر. كذلك تشارك كل من مصر ولبنان وفلسطين بفيلمين لكل منهما أيضاً، وهي على التوالي: “بحري” لأحمد غنيمي، و”حدوتة من صاج” لعايدة الكاشف من مصر، و”الشريط الأزرق” لآلن سوما، و”النور يا نور” لهدى كرباج من لبنان، و”غرفة سمير” لأسامة كرباج، و”حنين” لأسامة بواردي من فلسطين. أما سوريا التي يعاني فنانوها من استحالة التصوير، والعمل السينمائي، في ظل الأوضاع التي يشهدها البلد، فتتمثل بفيلم من إنتاج العام 2009 بعنوان “صباح ظهر ومساء.. وصباح” للمخرجة غايا جيجي. ومن المشاركات المهمة في المهرجان، المشاركة التركية بعدما انتزعت تركيا العام الماضي الجائزة الكبرى للمهرجان. وتتمثل السينما التركية القصيرة في طنجة بخسمة أفلام. وتضم المسابقة كذلك أعمالاً من إيطاليا وفرنسا والبرتغال وقبرص ومالطا ودول البلقان (البوسنة والهرسك وألبانيا ومونتينغرو وصربيا وكرواتيا وسلوفينيا). وتعرض الأفلام الممثلة ل20 بلداً في صالة سينما روكسي القديمة التي أعيد تأهيلها قبل سنوات، بعدما كانت مقفلة شأنها في ذلك شأن العشرات من صالات السينما في المغرب التي تحولت إلى مراكز تجارية، أو مساجد، أو مباني عادية بعد إقفالها. ويترأس لجنة التحكيم في هذه الدورة المخرج المغربي لحسن زينون وتضم في عضويتها كلاً من المخرجة إيزابيل بوني كلافري من ساحل العاج، ورئيسة مهرجان هوسيكا السينمائي مونسيرات كيوو فالس من إسبانيا، والصحافية والناقدة السينمائية أومي ندور من السنغال، والمخرجة الجزائرية صافيناز بوصبية، والناقدين والناشطين السينمائيان المغربيين عمر سليم، وعلي حجي. ويعرض في “بانوراما السينما المغربية” ما يزيد عن أربعين فيلماً قصيراً هي حصيلة عام من النتاج المغربي، بينما تفرد تظاهرة ثالثة المجال لعرض أفلام المواهب الشابة في إطار “أفلام الطلبة”. واستحدثت هذا العام لجنة تحكيم شبابية ستمنح جائزة لأفلام الطلبة التي تقدمها المدارس السينمائية المغربية الناشطة في مجال الفن السابع. أما درس السينما فيتمحور هذا العام على كتابة السيناريو بمشاركة كاتبين، هما دانييل سويسا، وحسن لغزولي. ويمنح المهرجان جائزة كبرى ذهبت العام الماضي لفيلم التركي سرحان كراسلان “دراجة”، بينما حازت المغربية هدى بنيامينة جائزة لجنة التحكيم عن فيلمها “الطريق إلى الجنة”. كذلك يمنح المهرجان جائزة للإخراج، وأخرى للسيناريو. وكانت الدورة الأولى من مهرجان الفيلم القصير المتوسطي أقيمت في طنجة العام 2002 بناء على فكرة من وزير الثقافة آنذاك محمد الأشعري قبل أن يلغيها من أعقبه. وأعيد إحياء المهرجان العام 2004 بعدما استلم المركز السينمائي المغربي إدارة شؤون وتنظيم المهرجانات في المغرب. أ ف ب | طنجة