بدأ ثلاثة نواب في المجلس الوطني التأسيسي التونسي، إضرابا مفتوحا عن الطعام احتجاجاً على الممارسات القمعية وحملة الاعتقالات التي شملت عدداً من الناشطين والأهالي في عدة مدن وقرى تابعة لمحافظة سيدي بوزيد، مهد الثورة التونسية. والنواب المضربون المنتمون إلى سيدي بوزيد هم، أمين عام حركة الشعب الناصرية، محمد براهمي، وممثل حركة الديمقراطيين الاشتراكيين أحمد الخصخوصي، والنائب المستقل محمد الطاهر الإلهي. وقال محمد براهمي إنه قرر، صحبة الخصخوصي والإلهي، الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام ل «التنديد بأسلوب السلطة التونسية في تعاطيها مع الاحتجاجات الاجتماعية في محافظة سيدي بوزيد وبقية المدن والقرى التونسية».واعتبر البراهمي أن «أسلوب السلطة اتسم بالغطرسة والقمع الذي وصل حد الإرهاب رغم أن احتجاجات أهالي سيدي بوزيد سلمية وجاءت بعد أن تأكد لهم أنّ السلطات تتجاهل مطالبهم المشروعة في التنمية وتتعامل معهم بالتسويف». وتشهد مدن وقرى محافظة سيدي بوزيد منذ نحو أسبوع، حالة من الاحتقان الشديد بسبب ما اعتبره الأهالي استمرارا في تجاهل مطالبهم وتهميشهم من قِبَل الحكومة، بالإضافة إلى استخدام السلطات الأمنية القوة لتفريق مظاهرات احتجاجية نظمها نشطاء ونقابيون في المحافظة. وشملت الاحتجاجات: مدن سيدي بوزيد، ومنزل بوزيان، والعمران، والمكناسي، فيما يبدو أنه فصل جديد من فصول التحركات الاجتماعية الشعبية المطالبة بالبدء في مشروعات التنمية التي كانت وعدت بها الحكومات المتعاقبة بعد الثورة.وأكد براهمي أن السلطات الأمنية اعتقلت عشرات الشباب في سيدي بوزيد منهم 33 شخصاً في مدينة منزل بوزيان وحدها، كما تم تسجيل حالات تعذيب لعدد من الذين اعتُقِلُوا أثناء تلك الحملة الأمنية، ما دفع أهالي المدينة إلى الدخول في اعتصام مفتوح. كما شهدت سيدي بوزيد أمس الأول، إضرابا عاما للمعلمين، ومظاهرات للمطالبة بالإفراج عن معتقلين أُلقِيَ القبض عليهم الأسبوع الماضي خلال احتجاجات اجتماعية شهدتها المدينة.