الكاتب ينتشي -دون شك أو تطريز أو تخريم كما يقول أستاذنا السحيمي- بالتعليقات على مقاله، فتعليقات الأعزاء القراء -مهما كانت متوافقة مع ما يطرحه الكاتب أو مختلفة- لها وقع جميل ومدلولات، فالكاتب حينما يرى تعليقات تضيء مقاله يشعر بالغبطة كونه استطاع إيصال فكرته للقارئ بشكل سليم، ثمة تعليقات تمنح المقال بعداً آخر وسماوات أخرى توسّع ساحة النقاش، بعضها مليء بالأسئلة، عديدها يقدم حلولاً أو مقترحات غير تلك التي سردها الكاتب وبعضها أجرأ في الطرح! التعليقات -في زمن التواصل الإلكتروني هذا- هي فاكهة الصحافة. ككاتب مبتدئ أشعر بالغبطة حين أرى أغلب التعليقات تثني على ما أكتبه، أشعر أنني نقلت ما يود القارئ قوله واختصرت عليه الجهد والمشقة، هناك كتّاب مخضرمون لم أصل بعد إلى حكمتهم ومنهم الكاتب الساخر بصحيفة الشرق الأوسط خالد القشطيني والذي يرى أنه يختلف عن أغلب الكتاب بعدم بحثه عن تعليقات أو رسائل تثني على ما يكتب بل يبحث عن تلك التي تكيل الشتائم! شخصياً أعتز بكل حرف يسطره لي قارئ، ولايعني عدم ردي -مع حق القارئ في الرد- أنني أعيش في برج عاجي أو لاألقي بالاً للتعليقات، وأحياناً تسعفني الظروف في الخروج من “عُشَّتي” القروية صوب من أكرمني بالرد، احترم وجهة نظر القارئ حتى لو أتت مخالفة، وتثلج صدري التعليقات التي تصلني من أساتذتي وزملائي الكتاب، وكم يخجلني شيخنا عبدالرحيم الميرابي بتعليقاته وجمال روحه، ولاأغفل الدكتور الجميل عبدالرحمن الواصل، وبقية الزملاء كافة الذين لكل واحد منهم مساحة في القلب، ومن هنا أوجه شكري للجميع دون أن أنسى بالطبع “دعشوش” بكرمه الحاتمي في التعليق المشاغب اللذيذ!.