من أجمل الأشياء التي يجدها الكاتب هي ردود القراء او تفاعلهم مع موضوعه سواء كان ذلك من خلال الاتصال الهاتفي او من خلال الرسائل وحالياً من خلال الرد الالكتروني عبر الايميل او مواقع الحوار وما اكثرها. شكل التفاعل الاخير بات يمثل الصدى الاكثر بمعنى ان تفاعل القارئ الالكتروني مع ما يطرح في الصحافة اليوم هو الاكثر شيوعاً. القارئ دائما جميل سواء جاءك بريده مع الحمام الزاجل او عبر ذرات الانترنت يظل الاجمل في كل الاحوال. ولأننا في عصر السرعة ولأن القارئ والكاتب جزء من هذا العالم فان الكاتب احيانا يستعجل طرح فكرته فتخذله معلوماته ليطرح رأيا موضوعيا كما يجب، ايضا القارئ يستعجل الرد من خلال قراءة سريعة للموضوع، لاترتكز على تحليل الموضوع كما هو بل كما يتصورة القارئ، واحيانا كما يتصور كاتبه...؟؟ بمعنى ان بعض القراء لا يقرأ ما يكتب الكاتب بل هو يقرأ الكاتب نفسه من خلال تصوراته عنه وليس من خلال طرحه الفكري، وتلك معاناة يعيشها اغلب الكتاب مع هواة القراءة السريعة او من ينيبون من يقرأ عنهم.. هم ولله الحمد قلة... ولكنهم يتميزون بالتواجد الدائم في مواقع ردود الفعل، حيث يشعرونك بالكثرة مع قلتهم، الاكيد انهم يمثلون اهمية للكاتب ايا كان، ولكن تتمنى منهم وهم متواجدون في منابر الانترنت على وجه الخصوص ان يكونوااكثر دقة في نقلهم لما يكتب او تعليقهم على ما يقرأون. الجميل ان بعض القراء يشعرك ليس بتفاؤله بالحياة فقط بل بتوقعاته الايجابية مما تكتب مما يزيد من شعورك بالمسؤولية تجاههم وتجاه الوطن، وحين يؤكد لك القارئ إعجابه بتشريحك للمجتمع وقضاياه فانه يستثيرك لتبحث عن تفاصيل اكثر لهذا المجتمع لتقول رأيك فيها بكل موضوعية وحيادية، لأن هناك قارئاً إن اخطأت سيجعلك تشعر بالخجل منه ومن نفسك، انه قارئ يقرأ فكرك المكتوب لا فكرك او شخصيتك كما يتوقعها هو. أتمنى من كل قارئ خاصة هواة القراءة السريعة ان يقرأونا وهم يتوقعون ان لا نختلف معهم والاكيد اننا نحترم اختلافنا معهم ولكن من حقنا ايضا ان نختلف معهم ونجد نفس القبول. احد الاخوة في مقالة لي عن الشباب وكنت أؤكد على ضرورة اعادة التخطيط لااسترتيجية التعليم بحيث تحفظ لهم حق التعليم دون توقف، شتمني مطالبا بالتوسع في التعليم...؟؟ واخرى اعتقدت انني أطالب بالاختلاط حين دعوت لفكرة التعايش داخل المجتمع السعودي.. تلك نماذج اقل من قليلة، فيما لو قاموا بانفسهم بقراءة المقال هل كانوا سيخرجون بمثل تلك التصورات، وربما كانوا في حاجة لقراءة مقالتي وليس قراءة تصوراتهم عني وعن غيري من الكتاب والكاتبات. الجميل ان هواة القراءة السريعة قلة قليلة جدا، والاجمل ان من يقرأون للكاتب ويزيدونه إثراء هم الاغلبية والتي تجعل طاقة الكاتب في حالة اشتعال دائمة ليصل لرضاهم وهم يستحقون اكثر بكثير مما نكتب.