تحوّل نهر «كارون» الأحوازي البالغ طوله 950 كيلومترا إلى أكبر مخزون لمخلفات مصانع الاحتلال الإيراني من مواد كيماوية ونفايات وسموم. ونشر موقع أحوازنا اعتراف «حميد رضا خدابشخي» رئيس هيئة المياه والطاقة الإيرانية «بتلوث نهر كارون بنسبة %100». وأكد «خدابخشي» أن «نهر كارون الذي كان يشكل أجمل المنتزهات ويرتاده الكثيرون للاستمتاع بمناظره الخلابة أصبح اليوم مصدراً للأمراض والأوبئة بتحويله إلى مجرى للمواد السامة». وتتساهل الجهات الرسميّة الإيرانية المعنيّة بحماية البيئة مع شركات التصنيع التابعة للاحتلال الإيراني في الأحواز وخاصة مصانع البتروكيماويات ومفاعل دور خويّن النووي إضافة إلى مخلفات مشروع قصب السكر الاستيطاني الإيراني في الأحواز الذي قضم عشرات آلاف الهكتارات من أجود الأراضي الزراعية الأحوازية على ضفاف الأنهر. وأكد موقع «أحوازنا» أن «محطة رامين لتوليد الطاقة الكهربائية تفرّغ مشتقات النفط والمواد السامة في مجرى نهر كارون». وأعلن النائب في البرلمان الإيراني «شريف حسيني» عن «وجود مائتي مليون متر مكعب من المواد الملوثة في نهر كارون مؤكداً إلحاق أضرار جسيمة وخسائر كبيرة في البيئة الأحوازية». ويرفض الاحتلال الإيراني إجبار شركاته ومصانعه في الأحواز باستخدام المعدّات اللازمة لمعالجة مخلفاتها أو معالجة الصرف الصحي التي تشكل %27 من نسبة تلوث الأنهر الأحوازيّة. وشيّد الاحتلال الإيراني عشرات السدود على مصبّات الأنهر الأحوازية فنقل مياهها إلى المناطق الفارسيّة، ولوّث عمداً ما تبقى من المياه في قاع الأنهر ممّا تسبّب في انتشار أوبئة وأمراض لم تشهدها الأحواز من قبل. وأدّت هذه السياسات الإجراميّة للاحتلال الإيراني ضد الأرض والإنسان الأحوازي إلى إجبار أعداد كبيرة من المواطنين على مغادرة أراضيهم وهجرتها، وهكذا تقطع إيران الأعناق والأرزاق في الأحواز.