الموت يخطف أرواح الآلاف سنويا بسبب تلوث الهواء وانتشار الأمراض وتسميم مياه الشرب في الأحواز. وأفاد تقرير منظمة الصحة الدولية بأن الأحواز تعد من أكثر مناطق العالم تلوثا وعرضة للانتشار الكثيف للذرات المعلقة في الهواء البالغ حجمها أصغر من (10 ميكرومتر)، ويحتوي المتر المكعب الواحد من الهواء على 372 ميكروجراما منها. وتمثل الأحواز الشريان الحياتي للاقتصاد الإيراني لوفرة النفط والغاز والمصانع الكبرى ومصافي النفط والبتروكيماويات ومنشأة الغاز، إلا أن نصيب الشعب الأحوازي الوحيد منها هو السموم والذرات المعلقة الناجمة عن هذه المنشأة والمصانع. ويساهم في انتشارها عملية احتراق الوقود منخفض الجودة للسيارات خاصة القديمة منها، وكذلك محطات إنتاج الكهرباء الإيرانية الواقعة على السدود التي بنيت على مصبات الأنهار الأحوازية. وما يزيد الطين بلة هو ما تشهده الأنهار الأحوازية من نقص حاد في منسوب المياه بسبب بناء 38 سدا على مصباتها وما تفرزه المصانع الكبرى ومفاعل أبو شهر النووي، وآخر بالقرب من مدينة دور خوين الأحوازية ومشروع قصب السكر الاستيطاني الإيراني في الأحواز من مواد كيمياوية وسموم فتاكة تصب في الأنهار. وتفتقر مياه الشرب إلى أبسط المعايير الصحية ولا يتم تطهيرها مما أدى ذلك إلى انتشار أمراض عدة لم تشهدها الأحواز من قبل، وتؤكد ذلك تقارير عدة نشرتها وكالة المحمرة للأنباء (مونا) والمواقع الأحوازية ومصادر القوى الوطنية والتنظيمات، وينجم عن هذا الإهمال الشديد والاستهانة بحياة المواطنين إزهاق آلاف الأرواح سنويا.