عدا العراق، تعتبر الأحواز هي الأغنى من بين الدول العربية من حيث وفرة المياه العذبة وتشعّب الأنهار فيها، ممّا أسهم ذلك في جعل الأحواز غنية بالموارد الفلاحية وتربية الماشية منذ أقدم العصور. وساهمت هذه الأنهار بانتعاش أعمال التجارة والنقل والازدهار والرخاء، الأمر الذي أدّى بدوره إلى زيادة مطامع القوى الأجنبية بالأحواز، وتأتي إيران في مقدمتها. ويعد كارون من أكبر الأنهار الأحوازية، ويبلغ طوله 890 كيلومترا، ويضاهي نهري دجلة والفرات في العراق من حيث الطول والأهمية ووفرة المياه، وسُمّي بدُجَيْل الأحواز تمييزاً له عن نهر دجلة في العراق، وهو النهر الوحيد القابل للملاحة في الأحواز. إلا أن الدولة الايرانية قد شيّدت عدّة سدود على مصباته الواقعة في جبال زاجروس، وجرّت مياهه إلى المناطق الفارسية، وأشبعته بالسموم والنفايات الناجمة عن المفاعل النووي بدور خوين وآخر ب”أبوشهر” والمصانع البتروكيمياوية ومشروع قصب السكر الإيراني الاستيطاني في الأحواز. إضافة إلى كارون، نجد نهر الكَرْخة والجَرّاحي والدِز وشاوور وجوبال والهِندِيان وغيرها من الأنهار، كُلها تساهم في ثراء بيئة الأحواز وتنوع النباتات وخصوبة أراضيها وأهميّة موقعها. ولكن تشييد نحو 38 سدا على مصباتها ونقل مياهها إلى فارس ساهم في جفاف العديد منها واندثار غيرها. ولم تكتف إيران بنهب نفط الأحواز الذي يشكل 87 % من إجمالي صادرات إيران النفطية، وكذلك الغاز السائل البالغة نسبته 90 % من صادرات الغاز الايرانية، فالتفت حول مياهها العذبة لتسجل على نفسها جريمة أخرى تندرج ضمن التجاوزات والاعتداءات المادية المباشرة على الأحواز أرضاً وشعباً، والغاية منها هي الإفقار الاقتصادي الممنهج ضد الأحوازيين وتدمير البيئة الأحوازية.