قبل أيام كتبت في هذه الزاوية عن المنطقة الرابطة بين الحدود العراقية والإيرانية عبر إقليم الأحواز العربي الذي هو الآن محتلٌ من قبل إيران، وقد تضمن الحديث عن قيام النظام الإيراني بتحويل نهر كارون داخل إقليم الأحواز العربي، وقد أرسل الزميل علي القاسم الناشط الأحوازي ومحرر صفحة الخليج العربي على الفيس بوك توضيحاً يسلط الضوء على ما تقوم به سلطات النظام الإيراني للتضييق على المواطنين العرب في الأحواز، فيصوب الأخ علي القاسم قائلاً: (حول قولكم نهر كارون (الإيراني) فإيران دولة محتلة وأنتم لكم عدة مقالات حول الاحتلال الإيراني للأحواز ومساعي تفريس الأحواز والخليج العربي. نهر كارون نهر أحوازي ويسكنه العرب على ضفتيه من مصبات روافد الرئيسية وحتى دخوله في شط العرب الخالد أن السلطات الإيرانية ترتكب جريمة بحق الإنسان والبيئة الأحوازية من خلال إنشاء سدود لأهداف تتجاوز الأهداف المعلنة من قبل الاحتلال الإيراني ولا يخفى على أحد أن تلك الأهداف تتلخص في تجويع الشعب العربي الأحوازي من خلال حرمانه من مادة الحياة. وتحاول السلطات الإيرانية التمثيل بخصوص ما يتعلق بنهر الكارون ومنعه للوصول إلى شط العرب وتحريف مساره باتجاه النهر الآخر الذي يقطع مدينة عبادان ويصب في الخليج العربي وهو يعرف بالأحواز بنهر السليج أو شطيط؛ وذلك بسبب النقص الحاد وتراجع منسوب مياه كارون نتيجة تحويل مياه النهر من الروافد الرئيسية باتجاه فلاة فارس المركزية وتريد إيران حصر ما يتعرض له الشعب العربي الأحوازي من مخطط مدمر وخطير وحجبه عن الرأي العام وأنظار العالم وهي توهم الآخرين بأنها تقطع المياه من الوصول لشط العرب فقط، لكن حقيقة ما يجري أعمق وأوسع مما يتصوره الآخرون الكثير من الكتاب والمحللين والصحفيين ممن كتبوا عن شط العرب وتضرره من المياه الملوثة التي تنقلها مياه كارون لا يعرفون بأن الشعب الأحوازي يشرب ويستخدم من هذه المياه الملوثة في حياته اليومية وهذه المياه الملوثة تشكل المصدر الرئيسي لري المحاصيل الزراعية. ولا يعرفون بأن المياه أصبحت كابوساً للمجتمع الأحوازي وأنه على كل عائلة رصد مبالغ كبيرة لتوفير المياه الصالحة للشرب، ولا يعرفه من يتناول موضوع مياه نهر كارون أن كل الأهوار الأحوازية لم يبق منها إلا القليل بسبب سياسة التجفيف المتبعة من قبل إدارة الاحتلال، وأهم تلك الأهوار هور الحويزة الذي يمتد بين البصرة والعمارة والمحمرة والحويزة والفكة والبسيتين وهور الفلاحية ثاني أكبر أهوار المنطقة الممتد بين معشور وعبادان والفلاحية. إن مياه البزل بدأت منذ السنوات الأخيرة لرئاسة رفسنجاني الذي افتتح مشروع قصب السكر من أجل نزع الأراضي الزراعية الواقعة بين عبادان والأحواز والممتدة على نهر كارون. وأهل عبادان انتفضوا في عام 2000 عرفت انتفاضتهم في الأحواز بانتفاضة المياه لأنها جاءت على إثر تنكر سلطة الاحتلال لهم وتجاهل معاناتهم من موضوع المياه الملوثة التي نتجت عن البزل في مشروع قصب السكر وأسرعت سلطات الاحتلال بنقل مياه وإنشاء محطات تصفية تحولت منذ ذلك الحين إلى أهم سلعة تنافس الخبز في البيت الأحوازي. وهذه النتائج الأولية لسياسة تجفيف الأنهار الأحوازية أدخلت الأوضاع البيئية في السنوات الأخيرة إلى حالة طوارئ وإذا ما استمرت هذه السياسة العدائية الممنهجة ضد شعبنا فإنها تنذر بمزيد من الكوارث البيئية والطبيعية تؤثر على كل مظاهر الحياة). معلومات في غاية الأهمية تظهر إلى أي مدى ذهبت سلطات نظام طهران للتضييق على العرب.