انتشرت قوات التدخل السريع في بغداد وعلى أبواب المنطقة الخضراء، شديدة التحصين، وسط مخاوف من تنفيذ ما يعرف بدولة العراق الإسلامية عمليات نوعية في بغداد والمنطقة الخضراء، فيما تتوجه أنظار السياسيين إلى السليمانية لمتابعة محادثات رئيس الوزراء نوري المالكي مع رئيس الجمهورية جلال طالباني بعد أن عاد من مشفاه الألماني لتحديد بوصلة الحل المفترض لتطبيق ورقة الإصلاح السياسي التي تقدمت بها كتلة التحالف الوطني، بوصفها الكتلة البرلمانية الأكبر التي رشحت المالكي لرئاسة الوزراء. أمنياً، لاحظت «الشرق» تشددا واضحا في عمليات تفتيش الداخلين ل «المنطقة الخضراء» ونشر قوات التدخل السريع في مفارق طرقها بعد أن أدت عملية تفجير سيارة مفخخة إلى إصابة عضو في مجلس النواب ووقع تفجير قرب الجسر المعلق المؤدي لمدخل المنطقة الخضراء في بغداد تسبب في مقتل وإصابة ثلاثين شخصا. ورأى وزير الداخلية السابق جواد البولاني «أن الحكومة لو تخلت عن حذرها الزائد وفتحت أبواب المنطقة الخضراء مثل باقي المناطق التي تتعرض للإرهاب، فإنها ستفوت الفرصة على الإرهابيين بإحراز عمليات نوعية». فيما أشارت مصادر أمنية ل «الشرق» إلى أمر المالكي بصفته القائد العام للقوات المسلحة بنشر الفرقة الذهبية لقوات التدخل السريع في بغداد ضمن خطة واسعة للبحث عن إرهابيين متورطين في عمليات استهدفت قوة أمنية وتجمعات المواطنين، وأضافت أن «هذه الخطة ستتضمن أيضا عمليات دهم لبعض المناطق إضافة إلى نصب سيطرات مفاجئة وانتشار واسع للقوات الأمنية، كان أبرزها عمليات التفتيش المفاجئ لمنطقة العامرية غرب العاصمة بغداد فجر أمس». سياسياً، استقبل رئيس الجمهورية جلال طالباني، رئيس الوزراء نوري المالكي الذي وصل إلى السليمانية أمس يرافقه نائباه حسين الشهرستاني، وصالح المطلك بالإضافة إلى عدد من الوزراء والمسؤولين في حكومته، فيما أكد النائب سليم الجبوري عن الحزب الإسلامي «أن عودة طالباني إلى البلاد، ستلقي على عاتقه مسؤولية كبيرة في جمع الفرقاء السياسيين على طاولة الحوار، وأضاف «لا نريد أن نوهم المواطنين بعدم وجود المشكلات بين الكتل السياسية، فالمشكلات مازالت موجودة بين الكتل السياسية من جهة، وبين السلطتين التشريعية والتنفيذية من جهة أخرى». وقال في تصريح مكتوب «إن المرحلة السابقة افتقدت إلى من يستطيع أن يجمع الفرقاء السياسيين، المتناقضين في الآراء موضحا «يجب على الكتل السياسية، إيجاد برنامج واضح ورؤية وخطوات عملية تنفيذية؛ لأن الجميع أدرك أن الاضطراب السياسي لا يخدم الجميع، والوضع الأمني المضطرب جاء نتيجة المشكلات السياسية الواضحة، لذا فإن معالجة الوضع الحالي هي مسؤولية الجميع». من جانبه، رجح النائب يوسف الطائي عن التيار الصدري أن يواجه طالباني صعوبة في إقرار ورقة الإصلاح السياسي، متوقعا فشله في حل الخلافات الموجودة إذ «لا توجد لديه عصا سحرية للوصول إلى الحلول المثلى». وأشار إلى أن ذلك يعود إلى التعقيدات في المشهد السياسي، ومشددا على أنه لابد أن تكون قبل كل ذلك إرادة حقيقية ومصداقية مبنية على الثقة بين الكتل السياسية لأجل إقرار ورقة الإصلاح المطلوبة.