بدأ نائب الأمين العام للإتحاد الوطني الكردستاني برهم صالح أمس محادثات في بغداد لتسوية الخلافات بين حكومة إقليم كردستان والحكومة الإتحادية، وفي مقدمها العقود النفطية والمناطق المتنازع عليها وورقة الاصلاح السياسي. وقال القيادي في كتلة التحالف الكردستاني حسن جهاد ل»الحياة» ان «برهم صالح وصل امس الى بغداد لبدء محادثات مع الحكومة المركزية يلتقي خلالها رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس مجلس النواب اسامة النجيفي، وقيادات سياسية اخرى»، مبيناً أن «الزيارة تأتي في اطار تهيئة الاجواء المناسبة والاطلاع على موضوع الاصلاح». واضاف ان «الوفد سيناقش القضايا العالقة بين بغداد واربيل وابرزها قضية العقود النفطية وقانون النفط والغاز والمناطق المتنازع عليها كما سيناقش الازمة السياسية بين الكتل بشكل عام وسيطلع على ورقة الاصلاح السياسي التي اقترحها التحالف الوطني». وتوقع ان «ينتظر الوفد عودة رئيس الجمهورية جلال طالباني للقاء الكتل السياسية الأخرى». وكان برلمان اقليم كردستان اقر قبل يومين تشكيل مجلس أعلى لتفاوض اقليم كردستان مع الحكومة الاتحادية بحضور نائب رئيس الحكومة العراقية روز نوري شاويس، ورئيس برلمان كردستان ارسلان بايز، وممثل حكومة الاقليم في بغداد محمد إحسان، ورؤساء الكتل السياسية الكردية في البرلمان. وقالت مصادر ان وساطة أميركية لتقريب وجهات النظر بين حكومتي بغداد وأربيل سبقت المحادثات، وأطلقها نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن الذي اجرى اتصالات مع رئيس الحكومة نوري المالكي ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني ثم ارسل مستشاره الخاص الى العراق توني بلينكن والتقى الطرفين، كما اعلن سفير الولاياتالمتحدة في بغداد صراحة عزمه على التدخل لفتح قنوات الحوار بين الطرفين. إلى ذلك، اوضح الناطق باسم ائتلاف «دولة القانون» علي شلاه ان «الوفد الكردي يضم اعضاء حزب رئيس الجمهورية فقط (الاتحاد الوطني) ولا يضم ممثلين عن باقي الاحزاب او الحكومة الكردية لكننا نتوقع ان تسفر المفاوضات عن نتائج ايجابية يمكن ان تكون بداية لحل الازمة بشكل كامل». وأضاف في تصريح الى «الحياة» ان «برهم صالح يحظى باحترام كبير في بغداد لانه يملك علاقات طيبة مع جميع الاطراف في الحكومة الاتحادية والكتل السياسية اضافة، الى ذلك هو قادم من اجواء اجتماعات الحكومة في كردستان ونتوقع ان يحمل مبادرة او تصوراً كردياً لتسوية الازمة». وتابع ان «التحالف الوطني» سيطلب «تقديم ملاحظات الوفد على ورقة الاصلاح»، مشيراً الى ان «التفاوض مع باقي الكتل سيبدأ بعد عيد الفطر مباشرة». واعتبر شلاه وصول الوفد الكردي الى بغداد وتشكيل مجلس أعلى للتفاوض في كردستان «دليلاً على وصول اطراف اجتماع اربيل الى قناعة بأن الحوار وحده كفيل بحل المشكلات وان تصعيد المواقف والتهديد باستجواب او اقالة رئيس الوزراء من منصبه لم تكن واقعية وغير مجدية فضلا عن انها اضرت بالعملية السياسية وبمصالح الشعب العراقي». من جهته أكد القيادي في حركة «التغيير» الكردية المعارضة محمد توفيق رحيم ل»الحياة» إن «الحركة لم ترسل ممثلا عنها مع الوفد الكردي برئاسة برهم صالح لأن الوفد لا يمثل الإقليم، وقد يكون وفداً حزبياً يمثل أحد الحزبين الرئيسين أو الاثنين معاً».