دعا الزعيم الشيعي آية الله علي السيستاني، رئيس الجمهورية جلال طالباني إلى العودة السريعة للعراق لتفادي تداعيات الحكم بالإعدام غيابيا على نائبه طارق الهاشمي، في وقت تسارعت خطوات استعادة أطراف «أربيل – النجف» لتنظيم صفوفهم أمام طموحات رئيس الوزراء نوري المالكي بعد وصول الدكتور إياد علاوي إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان للقاء رئيسه مسعود برزاني وسط أنباء عن التحاق مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري بهما لتوحيد مواقفهم أمام مشروع الإصلاح الذي يطرحه التحالف الوطني، (الكتلة البرلمانية التي رشحت المالكي لرئاسة الوزراء)، ولم يتضمن تحديد ولاية رئيس الوزراء بدورتين انتخابيتين، المطلب الرئيس للتيار الصدري لتفادي وصول المالكي إلى منصبه في الانتخابات التشريعية العام المقبل. ونقلت صحيفة «روداو» الناطقة باللغة الكردية في محافظة السليمانية مقر إقامة الرئيس طالباني في إقليم كردستان، أن المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني دعا طالباني إلى الإسراع في العودة إلى العراق. وأضافت الصحيفة أن طالباني ألغى زيارة مقررة إلى الولاياتالمتحدة وأنه سيعود إلى البلاد في 17 من الشهر الحالي. ونقلت الصحيفة عن محمد الحاج محمود سكرتير الحزب الاشتراكي الديموقراطي الكردستاني بعد زيارته لرئيس الجمهورية في ألمانيا قوله إن طالباني تمكن من خفض وزنه بما يعادل 27 كيلوغراماً، وأعرب عن اعتقاده أن عودة طالباني إلى البلاد سوف تحل كثيرا من المشاكل القائمة. في المقابل، لم يظهر سياسيون عراقيون كثيرا من التفاؤل في إمكانية أن تساهم عودة طالباني إلى العراق بعد رحلة علاجية طويلة قضاها في ألمانيا، بحلحلة عديد من عقد الأزمة التي تمر بها العملية السياسية، وقال شاكر كتاب، رئيس حزب العمل الديموقراطي، إن مهمة طالباني في حل الإشكالات العميقة والمتجذرة بين الكتل السياسية صعبة، فيما يشير النائب بهاء هادي جمال الدين عن «إئتلاف دولة القانون» إلى أن حل الخلافات السياسية القائمة منوط بإرادة قادة الكتل في الإصلاح والمعالجات الحقيقية للمشاكل، ويضيف «أما إذا ظلت الكتل السياسية متمسكة بسقف مطالبها وخطوطها الحمراء فإن الحل سيكون صعبا». من جانب آخر، أعلن مصدر في المكتب الإعلامي لائتلاف العراقية، أن زعيم القائمة إياد علاوي غادر بغداد متوجها إلى أربيل، وقال المصدر ل «الشرق»، إن علاوي غادر بعد ظهر أمس، للقاء رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني اليوم «، وأضاف «من المؤمل أن يلتحق بهما زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يوم غد لعقد الاجتماع الثلاثي». وعن أهداف هذا الاجتماع، أوضح المصدر «أن الاجتماع سيتطرق لموضوع سحب الثقة من رئيس الحكومة نوري المالكي في حال عدم التوصل إلى اتفاق بشأن الإصلاحات». وكان علاوي قد حضر إلى مجلس النواب أمس، وعقد اجتماعا مع نواب كتلته لبحث جملة من القضايا والقوانين المطروحة في أروقة البرلمان العراقي.