حذر تيار الصدر من ان «يكون التقارب بين بغداد وأربيل صفقة سياسية على حساب القضايا الوطنية»، واتفق مع القائمة «العراقية» على ان «عودة الرئيس جلال طالباني لن تحل الازمة السياسية». وكانت الحكومة الإتحادية وحكومة إقليم كردستان اتفقتا اول من امس على «تشكيل لجان مشتركة لحل المشاكل العالقة ودفع مستحقات شركات النفط العاملة في الإقليم في ضوء قانون الموازنة، شرط ان ترفع اربيل انتاج النفط». وكان مسؤولون في بغداد والإقليم عقدوا اجتماعاً برعاية نائب رئيس الوزراء روز نوري شاويس، وهو قيادي في الجزب «الديموقراطي الكردستاني»، بزعامة مسعود بارزاني، حضره وزراء المال في الحكومة الاتحادية رافع العيساوي والنفط عبد الكريم اللعيبي والتجارة خير الله بابكر ورئيس ديوان الرقابة المالية عبد الباسط تركي، ومن الاقليم وزير الموارد الطبيعية أشتي هورامي. وتوصل المجتمعون إلى اتفاق على تجاوز الخلافات. ورحب الصدر بالتقارب بين بغداد واربيل، لكنه حذر من ان «يكون هذا التقارب صفقة سياسية على حساب الوطن والمواطن». وقال الامين العام لكتلة «الاحرار» ضياء الاسدي في تصريح الى «الحياة» ان «تيار الصدر سعى منذ البداية إلى تقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين، ونحن نرحب بأي تقارب بحلحلة الازمة». وأضاف: «سندعم هذا التقارب اذا كان يصب في مصلحة تعديل مسار العملية السياسية والارتقاء بالاداء الحكومي ولا نتمنى ان يكون صفقة بين بغداد واربيل تم تفضيل المصالح الحزبية الضيقة فيها على مصالح البلاد واصلاح العملية السياسية والاداء الحكومي». إلى ذلك، اعتبر الأسدي السعي إلى استجواب رئيس الوزراء نوري المالكي «عملية دستورية يجب ان تكون حاضرة وموجودة دائماً لتقويم عمل الحكومة، وان لم تكن في هذه المرحلة فستكون في المرحلة المقبلة»، وشدد على ضرورة ان «لا تكون سبب ازمة بين بغداد واربيل او ازمة بين الكتل يتم تعليقها بعد انتهاء هذه الازمة». واستبعد ان يتمكن طالباني من حل المشاكل، كون «المشكلة قضية بلد لا تعتمد على شخص على رغم اهميته وكونه كان وما زال عامل تهدئة وعنصر استقرار» وأوضح ان «الخلافات العالقة اكثر من ان يتمكن طالباني من احتوائها وحلها جذرياً». بدورها، رأت القائمة «العراقية» ان «مهمة طالباني صعبة». وقال القيادي في القائمة وزير التعليم العالي السابق عبد ذياب العجيلي ان «المهمة صعبة أمام رئيس الجمهورية في حل الإشكالات العميقة المتجذرة بين الكتل السياسية، على رغم مما يتحلّى به من حسن نوايا عبر سعيه لحل الخلافات السياسية بين الفرقاء، لا سيما مع تمسك الكتل السياسية بسقف مطالبها وخطوطها الحمراء». وأشار العجيلي الى ان «حل الخلافات منوط بإرادة قادة الكتل في الإصلاح والمعالجات الحقيقية للمشاكل، وهم من سيمكنون طالباني من النجاح في مسعاه». وكانت «كتلة التحالف الكردستاني» اعلنت الاسبوع الماضي ان طالباني سيعود من مشفاه في المانيا الى السليمانية مطلع هذا الاسبوع، ومن المزمع ان يزوره المالكي للبحث في الازمة السياسية والعلاقة بين المركز والاقليم وانشاء «قيادة عمليات دجلة» في محافظة كركوك.