كنت على وشك مغادرة المنزل، تنبهت أن حقيبة يدي الجلدية لا تتوافق مع ملابسي فكان عليّ استبدالها، أكره نقل محتوياتها إلى أخرى. قررت اليوم أن لاأحمل حقيبة، فقلبت محتوياتها على مكتبي وسخطت على موضة الحقائب الكبيرة التي تتوه الأغراض داخلها، تأملت مقتنياتي المبعثرة أمامي ما المهم فيها؟ محفظتي الجلدية كبيرة نسبياً تضم كروت الصراف والكرت الائتماني، وبطاقات عمل شخصية، وبطاقة الجامعة،و صورة من بطاقتي الشخصية ولا أدري لماذا أحمل دوماً صورة من جواز السفر، وكروتاً محشورة لأشخاص قابلتهم ولسوء الذاكرة أكتب عليها نبذة عن صاحبها، جيب آخر يحوي النقود الكاش التي لا أتحرك دونها، أتخلص دوماً من العملات الصغيرة والقطع المعدنية. بها مجموعة صور لعائلتي رغم أن “الآي فون” به ملفات صور. بها ميدالية فضية بها صورة أحفادي وعملة مصرية قديمة مخرومة أحبها، وكومة مفاتيح ثقيلة أتمنى أن تحمل يوماً مفتاح سيارتي. أمسكت بالنوتة الصغيرة، خضراء بلوني المفضل. تقدمت التكنولوجيا إلا أنني أستسلم بأمان لعبودية الورقة والقلم. أدون كلمات أعجبتني، بيت شعر، مقطع أغنية، دعاء أو حكمة أو فكرة للكتابة. لاأتوقف عن اقتناء الكتب فأدون أسماءها. مطاط النوتة يجمع قصاصات جرائد وأوراقاً ملونة لاصقة، ولضيق الذاكرة قائمة أعمال ومشتريات وأسماء أشخاص عليّ أن أحادثهم بالهاتف، وعناوين بريدية جزء بها مقدس لجدول أعمالي مواعيد التدريس والاجتماعات. النوتة تقوم بعمل السكرتيرة التي أضيع بدونها. نظارتي الشمسية في القاع، أنسى وجودها غالباً، والمهم جهاز المحمول والبنادول وسبحة طويلة خشبية هدية من صديقتي. وأخيراً نظارتي الطبية التي لولاها لما تعرفت على محتويات حقيبتي، وغالباً ما أجد فيها أكثر من نظارة. أشياء كثيرة كيف لي حملها بلا حقيبة؟ كلما كبرت الحقيبة حشرنا داخلها ما لانحتاج. أحسد الرجال الذين يضعون كل ما يهمهم في جيوب ملابسهم أما نحن النساء فالحقيبة هي مستودع الأسرار وأعمق الأعماق.