أحمد معمور العسيري صباح السبت عاد حوالي ثمانية ملايين طالب وطالبة ( في جميع مراحل التعليم) إلى مقاعد الدراسة، وكلهم أمل ونحن معهم أن يكون عاماً جديداً وسعيداً ومفعماً بالحيوية والنشاط والجد والاجتهاد، حافلاً بتحقيق النجاحات والظفر بالدرجات العُلى، والسعي الحثيث نحو التفوق والتميز. عادوا بعد إجازة طويلة، انفلتوا فيها بعيداً عن مستلزمات الواجبات والتكاليف، فطال السهر، وكثر الخروج، وتعددت البرامج، وغابت في كثير من الأحيان الرقابة بحجة الترفيه تارة، وعلة الفسحة تارة أخرى، فانهدم بعض ما قد بُني، ونُسي أغلب ما قد حُفظ، وغاب ما قد عُرف، واندثرت قيمة الوقت.فكيف نجعل عامنا هذا أبنائي الطلاب مليئاً بالفوز والفلاح والأنشطة المفيدة التي تنفعكم في دينكم ودنياكم !!يمكن أن يتحقق ذلك من خلال عناصر أهمها: التوبة الصادقة إلى الله، والمحافظة على الصلوات ففيها تحصل الراحة النفسية والطمأنينة القلبية، التي هي من أكبر عوامل التفوق والنجاح، والاستعانة بالله عز وجل، والجد في طلب المعالي والانصراف عن اللهو، ومعرفة قيمة الوقت وإن ما مضى منه لن يعود. وبالثقة بالله والتوكل عليه مع الأخذ بالأسباب، والتخطيط الجيد واتباع الأساليب العلمية في المذاكرة، والتحلي بالأدب ومكارم الأخلاق، ومزاولة الأنشطة الطلابية، واحترام المعلمين وأهل الفضل، واللجوء إلى الله تعالى ودعوته أن يوفقنا في كل خطوة نخطوها.الابتعاد عن السهر فهو من معوقات النجاح، احترام قواعد الصحة، التي أهمها: النوم الجيد، الغذاء المتوازن، ممارسة الرياضة، الامتناع عن التدخين، والامتناع عن تناول الأقراص المنبهة.استقبال العام الدراسي بنفس طيبة منشرحة… وروح متفائلة أن النجاح والتفوق حليفها بإذن الله تعالى، المحافظة على أنظمة المدرسة واتباع التعليمات والتوجيهات، الابتعاد عن رفقاء السوء، والحرص على مصاحبة الصالحين الخلوقين. ونحن كآباء وكأولياء أمور نعلم أن تعليم أبنائنا هو أفضل استثمار نستثمره في حياتنا، فلا نستخسر فيه شيئاً، ولنبذل الغالي والرخيص لتحقيق ذلك، ولنضع نصب أعيننا تحقيق وترسيخ العناصر السابقة يداً بيد مع أبنائنا.. ولنحرص على زرع القيم والفضائل والأخلاقيات في نفوسهم…ولنغرس في نفوسهم الإيثار بدل الأنانية، وحفظ اللسان بدل البذاءة والاستهزاء بالآخرين، والتسامح بدل التشاحن وسوء الأخلاق، والتعاون مع زملائهم، ولننشِّئهم على علو الهمة ومعالي الأمور وتحمل الصعاب والمشاق في سبيل تحقيق النجاحات، ونعودهم على وضع أهداف محددة نصب أعينهم.. يسعون لتحقيقها.. وأخيراً.. يا دفتي الشراع (الأسرة والمدرسة) هدفنا واحد وآمالنا مشتركة، وتطلعاتنا متوافقة، نتعاون من البداية، نساهم معاً في رسم صورة صحيحة وسليمة قدوة وعملا، خلقا وسلوكا، متابعة ورقابة، تعليما وتربية علما وعملا. فينشأ ناشئونا على أسس سليمة وقواعد مثبتة تسعد بهم قلوبنا، وتفرح بهم أعيننا، وتعلو بهم قامتنا، وتزهو بهم بلادنا، وترتفع بهم رايتنا، فلنسعَ جميعاً لتحقيق هذا الهدف وهذا التطلع .. وفق الله أبناءنا وبناتنا !!