تحوّل الرئيس المصري محمد مرسي في أقل من شهرين من رئيس قيل عنه أنه «مرشح احتياطي» للإخوان المسلمين ثم «رئيس بلا صلاحيات» إلى رئيس بصلاحيات موسعة يملك السلطتين التنفيذية والتشريعية ولا يراقبه أحد، وتزامن ذلك مع تصاعد شعبيته مؤخراً، وهو ما يثير مخاوف من تحوله إلى «ديكتاتور»، بحسب محللين. وقبل ثلاثة أسابيع، وسَّع الرئيس مرسي من سلطاته بعدما ألغى الإعلان الدستوري المكمِّل وأحال قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى التقاعد مانحاً نفسه حق تشكيل جمعية جديدة لوضع الدستور إذا حال مانع دون استكمال الحالية عملها، لينفرد بصنع القرار في البلاد. وبخلاف زيادة نفوذه السياسي، شهدت الأيام القليلة الماضية بسط جماعة الإخوان المسلمين يدها على الإعلام المملوك للدولة، والذي طالما وصف جماعة «الإخوان» بالمحظورة، وذلك عبر التعيينات الجديدة في وزارة الإعلام والصحف القومية. وقال الباحث في منتدى العربي، جورج فهمي، «إن هناك فارقا كبيرا بين مرسي في يومه الأول ومرسي الآن، فأداؤه السياسي يتحسن وهو ما يزيد من شعبيته خاصة بين صفوف الذين لم يصوِّتوا له». وأضاف فهمي «الجميع كان يظن أنه سيكون رئيسا تابعا لمكتب الإرشاد يحركه المرشد ونائبه لكنه أثبت أنه يتصرف باستقلالية». لكن فهمي أبدى، في حديثه ل «الشرق»، تخوفه من بسط مرسي سيطرته ونفوذه، قائلا «المعضلة الآن أنه لا توجد قوة أخرى توازن سلطات الرئيس»، وتابع «الحقيقة الوضع غير مريح».وفي الإطار ذاته، يعبر أستاذ العلوم السياسية في كلية الاقتصاد بجامعة القاهرة، الدكتور أحمد عبد ربه، عن خشيته من أن يتحول مرسي من رئيس بلا صلاحيات إلى ديكتاتور اعتمادا على رغبة المصريين في وجود رئيس قوي، واعتمادا على شرعية أنه رئيس منتخب ديموقراطيا له الحق في فعل ما يشاء خاصة مع ازدياد شعبيته.وتوقع عبد ربه، في حديثه مع «الشرق»، أن يعتمد مرسي في تعظيم سلطاته على هدم الدولة العميقة وتبديل النخبة الحاكمة، قائلا «أخشى من استبدال هدم مختلف مؤسسات الدولة العميقة مثل الإعلام والقضاء بدولة أخرى لها ولاء لمرسي فقط مع استبدال الأجهزة الرئيسة للدولة بأجهزة إخوانية الهوى»، متابعا «كما أخشى من استبدال النخبة الحالية بنخبة ذات مرجعية فكرية واحدة تدين بالولاء له بدلا من تشكيل نخبة وطنية حقيقية من مختلف الاتجاهات».إلا أن مصادر مقربة من الرئيس مرسي أكدت ل «الشرق» أن «الرئيس يحاول جاهدا أن تكون مؤسسة الرئاسة مستقلة عن جماعة الإخوان»، كما قالت قيادات إخوانية ل «الشرق» إنها تعلم بقرارات مرسي من وسائل الإعلام نافية ما يتردد عن وجود تنسيق معه. وشهدت الأسابيع الأخيرة ارتفاعا في شعبية الرئيس مرسي خاصة مع ظهوره المتكرر وسط المواطنين وزياراته الأسبوعية للمدن المصرية لأداء صلاة الجمعة، بالإضافة لإعجاب الكثير من المصريين بخطابه الذي ألقاه في افتتاح قمة دول عدم الانحياز في إيران ودعمه للشعب السوري من قلب طهران التي تؤيد نظام بشار الأسد.