لا تخلو مدينة أو منطقة من المناطق من طبيبة نساء وولادة أو اختصاصية نفسية، ولم يعد الطب حصراً على الوافدين، ولم تعد بنات البلد غريبات على هذه المهنة، ورغم ذلك تفضل السعوديات عدم مراجعة طبيبة النساء والولادة التي من منطقتهن، ويفضلن المعالج النفسي من جنسية أخرى كذلك. وتقول عزيزة أحمد (30 عاما) أرفض بالمطلق زيارة طبيبة نساء وولادة من المنطقة أومعالجة نفسية، لكن في الحالات الطارئة أقبل، رضيت أم لم أرضى إذا كانت هي الخيار الوحيد المتاح. وتضيف فاطمة سعيد (35 عاماً) من الممكن أن أذهب لطبيبة نساء وولادة لكني أرفض العيادة النفسية، بل أجده أمراً مستحيلاً، ولكن ربما إذا لم يكن بيني وبينها أي علاقة، وليس هنالك احتمالية للقائنا أقبل أن أذهب، مضيفة : “أفضل الغريبة على القريبة أما عن وقت الاضطرار فلا حول لي ولا قوة”. وتفضل فاطمة في العيادة النفسية الأجنبية على السعودية بالمطلق، وإن ضاق الأمر فتقبل أن تكون من منطقة بعيدة عنها” لأنه من المستحيل أن أرتاح لمصارحتها بكل شيء”. وتقول منيرة مبارك:” لن أقبل الذهاب رغم حاجتي لذلك، بسبب طباع نساء منطقتي الثرثارات والسطحيات جداً”. وتعتبر زهراء حبيب أن تكون الطبيبة من نفس المدينة، أمر محتمل، لكنها ترفض أن تكون الطبيبة من نفس ” القرية” خاصة طبيبة النساء والولادة، وتؤكد بالنسبة للمعالجة النفسية : ” لا أريد أن أعالج مشكلة وأصنع في مقابلها مشكلات أخرى أولها إفشاء أسراري الخاصة”.وفي المقابل ترى سعاد محمد (36عاما) أنها لا تواجه أي مشكلة في ذلك”لا أخالف، لأني اعتبره مجال عمل”. وتقبل حوراء الرمضان الذهاب مفترضة أن ” أسرار المريض بعهدة الطبيبة وأي تسرب سيعرف عاجلاً أم آجلاً” مضيفة ” أنا أأتمنتها على نفسي، من المفترض أن تقدر هذه الأمانة”. وتشير الاختصاصية النفسية فاطمة حمدان أن النساء والرجال يفضلون أطباء غير سعوديين، خاصة عيادتي الولادة والنفسية، ففي النفسية سيضطر أن يتكلم عن حياته، فيفضل حينها أن يكون العلاج من خارج منطقته، أما عن طبيبة النساء والولادة، تفضل النساء امرأة غريبة لكي لا تحرج إذا صادفتها في الحياة اليومية، ولكي لا يسبب لها الموضوع أي حرج أو قلق وربما احتمال أن تنتشر المشكلة إذا زارت طبيبة ليس عندها أمانة وظيفية، وتؤكد أنها أثناء عملها السابق في عيادة نفسية، لم تضع اسمها على العيادة، لكي لا يعرف المراجع الاسم، فيقرر عدم الدخول لأنه من نفس المنطقة. بينما يشير الاختصاصي النفسي فيصل آل عجيان أن هناك أفكارا خاطئة تتملك مشاعر صاحب المشكلة النفسية فكثيراً ما يتساءل المراجع عن المعالج بالعبارة “هل هناك من يعرفني!” فهناك فكرة الانبهار بالأجنبي من جهة وإنكار المشكلة النفسية من جهة أخرى، مرجعاً ذلك للثقافة الاجتماعية الخاطئة، والتي ترفض الجهر بالمشكلة النفسية. ويضيف:”هناك أفكار عن أن الأخصائي قد يكشف أسرار أو عورات المريض” مؤكداً “هذا غير صحيح، فأولى مبادئ العمل هو الحفاظ على أسرار المراجع واحترام خصوصيته”. واعتبر الذهاب للاختصاصي النفسي مؤلماً، “لأنه أشبه بالتعري” فكيف بالمراجع أن يختار ابن منطقته.