قبل بدء الدورة الشهرية ٭ الدكتور إبراهيم، أنا سيدة أبلغ من العمر 38 عاماً، مشكلتي منذ سنواتٍ طويلة هو الألم الشديد قبل بدء الدورة الشهرية، وذهبت إلى عددٍ من أطباء أمراض النساء و الولادة، ولكن لم تنحل مشكلتي، عندما يقترب موعد الدورة الشهرية أصاب بحالة رهيبة من الألم والتشوش ولا أستطيع أن أفعل شيئا، بل أبقى في الفراش أتألم ولا آكل و نفسيتي تُصبح في غاية السوء، أحياناً أذهب إلى مستوصف إو مستشفى ويعطوني حقنة ترمال أو بثيدين، صحيح أنها تُخفف الألم لفترة لكن هذه الحالة أتعبتي، وفي آخر الأمر حولني طبيب النساء إلى طبيب نفسي، ولكني لم أقتنع بالذهاب لطبيب نفسي لأني أشعر بأن هذه المشكلة عضوية وليس بإمكان الطبيب النفسي أن يُساعدني في شيء. لا أدري هل هذا الاضطراب يمكن أن يُساعد فيه الطبيب النفسي، أو أن هناك أدوية نفسية تساعد في التخفيف من شدة آلام فترة ما قبل الدورة الشهرية. أحياناً يعتقد بعض الأهل أنني أبُالغ في الشكوى من الألم لكن الحقيقة هي أنني فعلاً أعاني معاناة لا يعلمها إلا الله، أرجو مساعدتي برأيك في هذا الأمر وجزاك الله كل خير. م.ص - الأخت الفاضلة، صحيح أن مشكلة ألآم ما قبل الدورة الشهرية، يُعاني منها كثير من النساء والفتيات، غالباً يستطيع أطباء أمراض النساء والولادة مساعدة الفتيات والنساء اللاتي يُعانين من هذا الاضطراب. يُعرف هذا الاضطراب، باضطراب ما قبل الدورة الشهرية، ويُرمز له ب(PMD) وهي اختصار (Pre Menstrual Disorder )، وعادةً يقوم أطباء النساء والولادة بعلاج الاختلال الهرموني بأدوية معينة تُساعد على تخفيف الألم، ولكن نسبة من النساء لا يستجبن لهذه العلاجات. من ناحية الطب النفسي، فصحيح أن هناك أدوية نفسية تُساعد على تخفيف آلام ما قبل الدورة الشهرية، و هناك دراسات على بعض الأدوية مثل البروزاك، الذي قالت بعض الدراسات بأنه يُساعد على تخفيف آلام أضطراب ما قبل الدورة الشهرية، وهناك أدوية نفسية آخرى لكن لم يثبت بشكلٍ قاطع فائدتها في علاج اضطراب ما قبل الدورة الشهرية. نعم نسبة عالية من الفتيات بالذات غير المتزوجات يعُانين من هذا الإضطراب، خاصةً إذا كان هناك عدم انتظام في الدورة الشهرية، ولكن بعد سنوات، خاصةً بعد الزواج والحمل والولادة تخف هذه الآلآم بشكلٍ ملاحظ. إذا كنتِ قد ذهبتِ إلى عدد من أطباء وطبيبات أمراض النساء والولادة ولم تستفيدي، ونصحك بعضهم بالذهاب إلى طبيب نفسي، فأضم رأيي معهم، فربما استطاع الطبيب النفسي مساعدتك ببعض الأدوية النفسية التي قد تُخفف آلام ما قبل الدورة الشهرية، وكذلك ربما وصف لك أدوية مضادة للاكتئاب تُساعدك في تحّسن مزاجك و تخُفف بعض أعراض الاكتئاب المصاحبة لهذا الاضطراب. أفكر فيه ٭ أشكركم على صفحات عيادة الرياض المتميزة، وأرجو أن تُجيب على سؤالي، أنا سيدة مطلقة في الثانية والثلاثين من العمر، معلمة، تطلّقت من زوجي منذ حوالي عامين، وأنا التي طلبت الطلاق حيث حياتي كانت معه سلسلة من الخيبات المتتالية، وصبرت على أساس أنه سوف يتعْدل ولكن الأمور أصبحت أكثر سوءا، فطلبت الطلاق وحصلت عليه بعد معاناةٍ طويلة في المحاكم. لديّ طفلة من زواجي هذا. المشكلة أني كل ليلة أتذكر زوجي السابق، و أفكّر به. و أحياناً ألوم نفسي على أني تسّرعت في طلب الطلاق، خاصة ً وأن لنا طفلة مُشتركة، رغم أن أهلي ساعدوني في الطلاق نظراً لسوء معاملة زوجي لي، وسلوكياته التي جعلت كل من يعرف بموضوعنا يتعاطف معي ويقولون لي بأن ما فعلته هو الحل الصحيح والأفضل لمثل حالتي. لكني مع كل هذا و كل سيئاته ،فإني أجد نفسي في كل ليلة أفكر فيه، رغم أني لا أحبه ولا أرغب في العودة إليه أطلاقاً، لكن هذه المشكلة تؤرقني، لماذا أفكر فيه كل ليلة برغم كل ما ذكرته. هل هذا مرض أم ماهو هذا الوضع ؟ وهل هذا نوع من أنواع الأمراض النفسية. آمل أن تُجيب على سؤالي، لأني متضايقة من نفسي بسبب التفكير هذا. - الأخت الفاضلة، أشكرك على إطرائك لصفحات عيادة الرياض، والتي هي مجهود لأشخاص كثيرين وليس الأطباء فقط. مشكلتك يا سيدتي الفاضلة هو أنك صحيح تطلقت من زوجك لسوء سلوكه والجميع ساعدك على الطلاق بمن فيهم أهلك نظراً لسوء سلوكياته، وحسب قولك فإنك تخْلصت منه بعد معاناةٍ في المحاكم حتى حصلت على الطلاق، لكنك الآن مشكلتك أنك تُفكرين فيه كل ليلة. بالطبع هذا ليس مرضاً نفسياً، ولا يحتاج إلى علاج - إلا إذا كان هناك أعراض اخرى لم تذكريها لنا- فهذا أمرٌ طبيعي. لا أعلم كم أستمر زواجك ولكن ربما تفكيركِ فيه هو نوع من تأنيب الضمير وندمك على أنك ضيعت مرحلة من عمرك مع شخص ليس أهلاً لأن ترتبطي فيه، وهذا جعلك امرأة مطلقة ومعها طفلة، وربما هذا يُصعّب الزواج مرةً آخرى لمن هم في مثل ظروفك. لا أعلم بأي ناحية تفكرين فيه؟ هل تفكرين فيه بغضب ؟ هل تفكرين فيه بندم ؟ لا أدري مانوعية تفكيرك فيه. و كما أكدت بأنك لن تعودي إليه مهما كانت الأمور، فهذا ليس تفكيرا بحب بكل تأكيد ولكنه تفكير بندم أو غضب أو خوف من المستقبل وخوفك من أن تتزوجي رجلاً آخر ويكون بنفس السلوك، وربما شعرتِ بأن معظم الرجال هم مثل زوجك السابق، لا أعلم ماهي ظروف زواجك بهذا الرجل الذي أجمع الكل على سوء أخلاقه وسلوكياته، وهذه المشكلة الآن، فالرجل قبل الزواج يظهر كملاك - وكذلك المرأة - ولكن يتغير بعد الزواج، وربما دخلت عوامل مادية أو عوامل أخرى غيرّت سلوكيات الزوج. أعتقد سوف يتلاشى هذا التفكير مع مرور الزمن وانشغالك بأمور الحياة الأخرى، وربما عوضّك الله بزوجٍ خير منه، فينمحي من ذاكرتك تماماً. تمنياتي لك بالتوفيق في حياةٍ أخرى مع زوجٍ آخر صالح وعطوف وحنون يعوضّك ما عانيته مع ذلك الزوج السابق.