كثيرا ما يتردد وخصوصا في الأوساط السورية وتحديدا بين العلويين، أن آل الأسد ليسوا علويين وأنهم من عائلة جاءت من إيران منذ مئات السنين، وأن هذه العائلة التي تعتمد مبدأ التقية الإيراني لم تظهر حقيقة أصولها، وأن وأن…! وبغض النظر عن مدى صدق أو كذب الادعاءات والتأويلات والشائعات، فإن كل ما قام به آل الأسد في سوريا والمنطقة هو بالفعل يخدم أهداف إيران الفارسية. هذا النظام حمل فكرة القومية العربية من خلال حزب البعث العربي الاشتراكي لكي يدمرها. وإذا أخذنا سلوك وبرنامج عمل هذا النظام الذي نفذه فعلا على مدى الأربعين عاما الماضية نجد أنه قام بتدمير فكرة القومية العربية البعثية التي تعتبر أن قوة العرب ووحدتهم هي أساس قوة الإسلام ووحدته .. وقد وقف هذا النظام مع إيران في حربها ضد العراق ورغم أن حزب البعث نفسه يحكم العراق. هذه المواقف اتخذها النظام في سوريا تحت ستار مقاومة إسرائيل ودعم البلد الذي طرد السفير الإسرائيلي وسلم سفارة إسرائيل في طهران للفلسطينيين. دعم حزب الله بتركيبته الإيرانية المشبوهة. ومنع كل اللبنانيين والفلسطينيين في لبنان من المشاركة في المقاومة، وفتح الباب على مصراعيه لإيران لتقوم مؤسساتها بتشييع السوريين في القرى والمدن والأرياف. التآمر مع إيران ومع الحلف الغربي .. ضرب الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية في السبعينيات ثم في حرب المخيمات وما سبقها مع طرد المقاومة الفلسطينية وأنصارها من اللبنانيين من البقاع وشمال لبنان. سلوك واضح .. لكن شعارات المقاومة والممانعة نجحت طوال السنين الماضية في التلاعب بالعقول.