يصعّد الجيشُ السوريّ الحر ضرباته ضد مواقع عسكرية للنظام، وفشلت قوات الأسد في إعادة السيطرة على مدينة حلب، وزاد من استخدام سلاحه الجوي في قصف الشعب الأعزل من شمال سوريا إلى جنوبها، في الوقت الذي تواردت أنباء عن انشقاق نائب الرئيس السوري فاروق الشرع عن النظام، كما تحدثت أنباء عن انشقاق الأمين العام المساعد لحزب البعث عبدالله الأحمر، وسواء كان الخبر صحيحا أم لا، أصبح من الواضح أن نظام الأسد بات يتداعى بعد انشقاق رئيس وزرائه، قبل عدة أيام، ومع سيطرة الجيش الحر وقوات الثورة على معظم الأراضي السورية، وفي حال تأكد نبأ انشقاق الشرع والأحمر، فسيشكل هذا سقوط ورقة التوت الأخيرة عن نظام دمشق، وينزع ما تبقى من شرعية ادعاها، خاصة أن النظام يدرك تماما أن كثيرا من القيادات العسكرية والسياسية التي ما زالت ضمن مؤسسات النظام ليست موالية، إنما بقاؤها بسبب الخوف من الموت الذي يهدد كل السوريين اليوم. لم تجد الثورة السورية منذ انطلاقها الدعم من المجتمع الدولي والجامعة العربية، وكل ما قدمه المجتمع الدولي هو المُهَل للنظام، والإصرار على حل سلمي وانتقال للسلطة، ومطالبات بتنحي الأسد، دون أي قرار دولي جدّي لوقف القتل ونزيف الدم السوري، النظام واجه المتظاهرين بالرصاص ومن ثم بالدبابات ومن ثم بالطائرات، وما زال المجتمع الدولي يفكر بانتقال سلمي للسلطة، وها هو اليوم يكلف الأخضر الإبراهيمي بخلافة عنان متماشيا مع موقفه المتردد، مانحا المزيد من الفرص للأسد لتدمير سوريا وقتل المزيد من السوريين. في الوقت الذي تسير قوى الثورة نحو هدفها في إسقاط النظام بخطى بطيئة لكن بإصرار على تحقيق الهدف، ويستمر الضغط العسكري من قبل الجيش الحر على النظام، في الوقت الذي تتزايد الانشقاقات العسكرية، وفي المؤسسات السياسية والحكومية، وهذا ما سيعجّل في تفكك النظام وانهياره، وهذا ما أدركه الشعب السوري الذي عوّل كثيرا في بدايات الثورة على المجتمع الدولي في مساندته، أسوة بما فعل في ليبيا، وأصبح هذا الخيار هو الوحيد لانتصار الشعب السوري، بعيدا عن الأجندات الدولية والإقليمية، لكن الخطر الذي يهدد حسم المعركة بأيادي السوريين، هو إيران التي ما زال قادتها العسكريون والسياسيون يعلنون أنهم لن يتخلوا عن الأسد وسيدعمونه حتى النهاية، فهل يستطيع المجتمع الدولي وبعض الدول العربية والإقليمية لجم زعماء طهران، وثنيهم عن استمرارهم في دعم الأسد، ليس فقط انتصاراً للثورة السورية، بل لتجنيب المنطقة حربا طائفية لن يعرف أحد نتائجها.