فتحت مجزرة الحولة التي ارتكبتها عصابات الأسد وشبيحته أبواب سوريا على جحيم الحرب الأهلية، على الرغم من أن عمليات الجيش الحر ما زالت حتى الآن مقتصرة على الدفاع عن المدنيين واستهداف مواقع كتائب الأسد التي تقصف المدن والسكان. وكان الجيش الحر حتى الأمس ملتزما بخطة عنان التي ولدت ميتة، التي أراد منها المجتمع الدولي ومن خلفه روسيا إعطاء المزيد من الوقت لنظام الأسد للقضاء على الثورة، وظهر ذلك واضحا من خلال ترك شواطئ سوريا مفتوحة أمام السفن الروسية والإيرانية التي تزود النظام بالسلاح والعتاد، كما السفن الفنزويلية التي تزوده بوقود الدبابات الذي شارف على النفاد كي يستطيع الاستمرار في حربه المجنونة ضد الشعب، أما الآن وبعد ما جرى خلال اليومين الماضيين فالوضع لم يعد يتحمل واستراتيجيات الدفاع عن الثورة لم تعد قابلة للثبات. لقد ترك المجتمع الدولي الشعب السوري محروما حتى من المساعدات الإنسانية والمواد الطبية والإغاثية التي تُرِكَت أيضا لنظام الأسد ليتحكم فيها ويوزعها على شبيحته، كما فشلت كل نداءات المنظمات الإنسانية، للمجتمع الدولي بضرورة مساعدة النازحين كما المناطق المنكوبة. والآن يمكن اعتبار مجزرة الحولة تتويجا لصمت المجتمع الدولي على جرائم الأسد السابقة دون تمكنه من إصدار قرارٍ واحد لإدانته. إن الشعب السوري يدرك أن كل العقوبات التي اتخذتها أوروبا وأمريكا على رموز النظام لن تردعه عن القتل، كما لم تمنع العقوبات التي فُرِضَت على نظام صدام حسين من استمراره لأكثر من عشر سنوات، والشعب السوري يدرك تماما عجز المجتمع الدولي تجاه ردع الأسد عن القتل، بل إن بعض القوى الدولية تحاول مساعدته والإبقاء عليه خدمة لمصالحها، وهو ما بدا واضحا في الإصرار الروسي على حمايته. مجزرة الحولة ستكون نقطة تحول في تاريخ الثورة السورية، وبارتكابها يكون النظام قد نجح في إدخال البلاد في أتون الحرب الأهلية، فيما يتحمل المجتمع الدولي المسؤولية عما سيجري بعد الآن، خاصة أن نظام الأسد يدفع لتفجير الأوضاع في لبنان، إن استمرار العجز والصمت الدوليين تجاه ما يجري سيهدد المنطقة كلها بالانفجار.