أتى انشقاق رئيس الحكومة السورية رياض حجاب عن النظام، ليشكل ضربة جدية وقوية لنظام الأسد، وليؤكد أن النظام يتفكك، خاصة بعد انشقاق العديد من عسكرييه ومسؤوليه وسفرائه، ما يعني أنه بات على المجتمع الدولي العمل بجدية أكثر في مساعدة الجيش الحر والمعارضة السورية للإسراع في إسقاط الأسد ونظامه، منعا للفوضى التي يخطط لها هو وحلفاؤه في إيران. في نفس الوقت يوضح انشقاق الأمس مدى تعاظم قدرات قوى الثورة والجيش الحر إلى درجة مكنتها من تأمين تحرك على هذا المستوى من جانب مسؤولين رفيعين في الدولة. وانشقاق رئيس الحكومة يجب أن تقف عنده الدول الداعمة للنظام وخاصة الصين وروسيا، التي طالما كرر وزير خارجيتها سيرغي لافروف أن النظام أجرى إصلاحات مهمة وجدية وعلى المعارضة أن ترى هذا وتجلس للحوار معه، بات على روسيا أن تدرك أن أقرب المقربين للنظام يدركون زيف كل ما فعله الأسد، وأن النظام لا يعبر سوى عن عصابة حاكمة تمثلها عائلة الأسد وأقاربه، وأن كل أحاديث النظام عبر وسائل إعلامه وادعاءاته بتمثيل الشعب السوري لا أساس لها من الصحة، خاصة أن حجاب لم يمض سوى شهرين في رئاسة الحكومة التي أتت بعد ادعاءات الأسد بإجراء إصلاحات جذرية ودستور جديد وانتخابات برلمانية، نتج عنها حكومة جديدة لم يصمد رئيسها سوى أيام معدودات قبل أن يغادر هذا النظام. واليوم بات على حكام روسيا أن يدركوا الوهم الذي يركضون خلفه، فالنظام بدأ يتداعى، وعليهم أن يعوا أن مصالحهم في المنطقة باتت في خطر، وأن الوقت حان لأن يغيروا مواقفهم ويتخلوا عن النظام كما فعل مسؤولوه أنفسهم. وعلى الصعيد الداخلي، تأتي أهمية انشقاق رئيس الحكومة، بغض النظر عن أهمية هذا المنصب في تركيبة النظام السوري الذي يُحكَم من خلال العائلة ورجال المخابرات والمافيات، في أنه سيشجع عديدا من القيادات السياسية والعسكرية من المترددين والخائفين من الانضمام إلى الثورة، على مغادرة هذا المركب قبل أن يغرق، وكي لا يخسروا إلى الأبد شرف انضمامهم للشعب السوري، الذي ضحى معظمه بممتلكاته، وهدمت منازله، وشرد الملايين من أبنائه، ويُقبل شبابه على الشهادة يوميا من أجل تحرير بلدهم من هذه العصابة التي لا ترتوي من إراقة الدماء، وماضيَة في تنفيذ مشروعها في السلطة والسيطرة، حتى لو أدى ذلك إلى تقسيم البلاد وإقامة دويلة علوية يدعمها ملالي طهران وزعماء موسكو.