شيّعت الأحساء، يوم أمس، الفنان التشكيلي محمد الصندل، بعدما وافته المنية عن عمر 66 عاماً، بعد معاناة طويلة مع مرض القلب، حيث ووري جثمانه الثرى في مقبرة الصالحية بمدينة الهفوف. ومحمد الصندل، الذي ولد في الأحساء عام 1945م، تميّز بشخصية هادئة، أسهمت في أن يكون محبوباً، ومرناً في تعامله، وفرض احترامه على جميع مديري جمعية الثقافة والفنون بالأحساء، الذين عاصرهم، وعمل تحت إدارتهم، رئيساً للجنة الفنون التشكيلية، طيلة 33 عاماً، والمديرون الذين ترأسوا إدارة الجمعية، هم: عبدالرحمن الحمد، عمر العبيدي، شاكر الشيخ، عبدالرحمن المريخي، د.سامي الجمعان. رحل محمد الصندل دون أن يخلّف له عدواً واحداً، فقد كان يعمل بصمت، ويناقش بهدوء، ويعمل بتفانٍ وإخلاص ومحبة للفن التشكيلي، وأسهم في تشجيع الطاقات الفنية الشابة، ودفع بهم إلى الواجهة، مع صديقه وزميل عمره الفنان التشكيلي أحمد السبت، حيث لا يفترق أحدهما عن الآخر، وكان اجتماعهما في غرفة الفنون التشكيلية داخل أروقة الجمعية مشهداً يومياً مألوفاً، يتحدثان فيه عن جماليات فنية في لوحة معلقة أمامهما، أو في تفاصيل اللون، أو يعيدان ذكريات تاريخ الجمعية، أو عن عادات وتقاليد أبناء الأحساء في الأحياء القديمة في مدينة الهفوف. قدم محمد الصندل استقالته من رئاسة لجنة الفنون التشكيلية بإلحاح عام 1424ه، بعد أن أخذ مرض القلب يرهقه، ويتطلّب منه حضور مواعيد في المستشفى داخل وخارج الأحساء. عمل مدرساً للتربية الفنية، بمؤهل معهد المعلمين، ثم حصل على دبلوم مركز الدراسات التكميلية عام 1390ه. اتبع ست دورات في التربية الفنية من عام 1396ه حتى 1413ه. كما أشرف على قسم الفنون التشكيلية في نادي الجيل الرياضي، وأسس عام 1391ه مرسماً يزاول فيه الشباب هواياتهم الفنية، وفي العام 1392ه أسهم في تأسيس جمعية الثقافة والفنون في الأحساء عام 1392ه. في العام 1393ه، شارك في معرض جماعي جمعه مع الفنان عبدالرحمن المريخي، وعبدالرحمن الخميس، وهذا المعرض من أوائل معارض الجمعية، وافتتحه يومها الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن، حين كان مديراً للجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون. كرمته جمعية الثقافة والفنون بالأحساء عام 1400ه، وتم تكريمه في مهرجان هجر الثقافي الأول عام 1419ه، وكرمه مجمع الحمراء في الأحساء عام 1428ه.