تشيّع الأحساء غدا الاثنين (12 ديسمبر) الفنان التشكيلي محمد الصندل، الذي توفي اليوم الأحد عن عمر 67 عاماً بعد معاناة مع مرض القلب، حيث يصلى على جثمانه بعد صلاة العصر، ويوارى الثرى في مقبرة الصالحية بمدينة الهفوف. في أواخر الثمانينات الهجرية التقى محمد الصندل مع مجموعة من الطلبة على مقاعد الدراسة في مدرسة علي بن أبي طالب بمدينة الهفوف، وكذلك في نادي الجيل الرياضي ونادي هجر الرياضي، توثقت علاقتهم واكتشفوا مواهبهم وميولهم المنسجمة في الفن والتمثيل والرسم والموسيقى. تطورت العلاقة فتحولت إلى تأسيس فرقة فنية، وأطلقوا على أنفسهم “فرقة الرواد”، في إشارة إلى ريادتهم في تأسيس فرقة مسرحية في الأحساء، زاد عدد ممثليها والمنتمين إليها، تحولت هذه الفرقة فيما بعد إلى تأسيس نادي الفنون الشعبية، كان من ضمن المؤسسين لهذا النادي عبدالرحمن الحمد وعمر العبيدي وخالد الحميدي وعبدالعزيز المرزوق ومحمد الصندل وعبدالرحمن المريخي وغيرهم، وساهموا في تلك الفترة ما بين 1392 إلى ه 1401 في تأسيس حركة مسرحية وفنية، وشهدت تلك الفترة نشاطا ثقافيا وفنيا غنيا بتنوعه وباختلافه. في 24-8-1391ه تم افتتاح مقر نادي الفنون الشعبية، وتم ترشيح حسن العبدي للجنة المسرح وسعد الجوف رئيسا للجنة الموسيقى،ومحمد الصندل للفنون التشكيلية، وعبد الله العثيمين للفنون الشعبية، وفيما بعد تم ترشيح محمد الصندل لرئاسة نادي الفنون الشعبية، خلفاً للفنان عبدالرحمن الحمد، إلا أن الصندل اعتذر عن الرئاسة بعد ثلاثة شهور، ليعود رئيساً للجنة الفنون التشكيلية، الذي ظل رئيساً لها طيلة ثلاثين عاماً. تمسّك في لوحاته الفنية برسم تراث الأحساء، وعاداتها وتقاليدها، ومعالمها التراثية والسياحية. في العام 1393ه شارك في معرض جماعي جمعه مع الفنان عبدالرحمن المريخي وعبدالرحمن الخميس وهذا المعرض من أوائل معارض الجمعية وقد افتتح تحت رعاية الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن، حين كان مديراً للجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون. وبرحيل محمد الصندل تفتقد الأحساء واحداً من أهم فنانينها الذين ساهموا في تأسيس حركة فنية، بجوار مجايليه التشكيليين أحمد السبت وأحمد المغلوث وغيرهم.