في أحدث إحصائية، يبلغ مجموع ما تنفقه المملكة على البحث العلمي %0.25 من الناتج القومي، فيما تبلغ نسبة الباحثين إلى عدد السكان في المملكة 250 باحثاً لكل مليون نسمة. عام 2009 ذكر تقرير صدر عن اليونسكو أن نسبة الباحثين السعوديين بلغت 47 باحثاً لكل مليون نسمة! بناء على هذا يعدّ الرقم في الإحصائية أعلاه قفزة كبيرة، لكن النسبة لاتزال متدنية ودون الطموح، إذا ما عرفنا أن في “إسرائيل” مثلاً يبلغ عدد الباحثين خمسة آلاف باحث لكل مليون نسمة، ويصل الإنفاق على البحث العلمي إلى %5 من الناتج القومي! الرقم لدينا تضاعف في ثلاث سنوات فقط أكثر من خمس مرات، وهذا يشكك في دقته ومنطقيته، خاصة أن السنوات الثلاث لم تحفل بأي تغيير ملموس فيما يتعلق بالبحث العلمي، لكنه يبقى رقماً تقديرياً. مشكلتنا مع الأرقام والإحصائيات أنها كانت ومازالت وستظل -إلى ما شاء الله- تقديرية، بعضها تقريبية، وبعضها بعيد عن الواقع. يُضخّم الرقم، لأهداف تسويقية، إما لتحسين صورة تلك الجهة، أو لتلميع اسم ذلك المسؤول! لو أردنا معرفة رقم لأي قضية وطنية كالفقر، أو البطالة، لوجدنا إحصائيات متضاربة، ومن عدة جهات، كلها تعتمد التقدير والتقريب. ليس مطلوباً منّا اختراع العجلة من جديد. كل ما علينا فعله هو أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون، وأول ما نبدأ به إنشاء وزارة مستقلة للإحصاء والبحث العلمي، تكون مرجعاً ومصدراً للرقم الحاسم، البعيد عن التقدير، لنرسم خارطة طريق إلى المستقبل.