كتب الدكتور شاه بندر الجترالي وهو كاتب باكستاني رسالة غاضبة وعاتبة نشرها الأخ عبدالعزيز قاسم في مجموعته البريدية الماتعة بعد تردد، ولخص رسالته في الفقرة الأولى بقوله: «إذا رأيت رجلا عائدا من حي السفارات (في إسلام أباد) يضحك ويمرح مع مرافقيه فاعلم أنه راجع من السفارة الإيرانية وإذا رأيت آخر غاضبا فاعلم أنه راجع من السفارة السعودية» ثم يشرح سبب سخطه بقوله: «إذا أردت الحصول على فيزا العمرة أو الحج فلابد أن تذوق الأمرين، أو تبحث عن الفيزا في السوق السوداء ، وإذا ضل بك الطريق وأردت زيارة مراقد الأئمة في إيران فستنالها فورًا». ثم يستشهد بقصة قاضي حسين أحمد أمير الجماعة الإسلامية السابق ومعاتبته له لحضور مؤتمر الصحوة الإسلامية في طهران في سبتمبر الماضي في حين أن جميع الحركات الإسلامية قاطعت المؤتمر، إذ وجدت فيه مؤامرة ضد السعودية وتزييفا لأحداث البحرين وإجحافا لسوريا، فرد ابن القاضي عليه شارحا معاناة أبيه إذا أراد زيارة بيت الله بينما زارهم السفير الإيراني في بيتهم ثلاث مرات للمشاركة في المؤتمر، فإذا كان هذا هو حرص السفير الإيراني لكسب مصالح بلده فلمَ لا تحرص الدبلوماسية السعودية على كسب قلوب الناس لصالح بلدها؟ لا شك في أن كلام شاه بندر شيء من الصحة وكثير من القسوة ونوع من التعميم فمن ممثلينا في الخارج من تجده يكاد يذوب رقة في التعامل والتهذيب والكياسة في الأسلوب ويؤدي دورا مهما لمصلحة بلادنا ومحاولة تأليف قلوب الناس وفقا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين العديدة عند لقائه بالسفراء، ولكن في المقابل هناك من يسيئون لصورة بلادنا في الخارج ويستفزون مشاعر الناس تجاهنا، وقد يكون للموظف المخلص عذره في الأعداد الكبيرة التي يواجهها وقلة عدد العاملين وتعاملهم مع طبقات مختلفة معظمها فقيرة وغير متعلمة بالإضافة إلى مافيا التأشيرات في تلك الدول وتجاوزات بعض موظفينا المحدودين والضغط الحاصل بسبب الحصص المقررة في قمة عمان الإسلامية، ولكن كل هذا لايعني المراجع الذي يأتي إلى السفارة للحصول على تأشيرة حج أو عمرة أو زيارة أو عمل وإنما يهمه أن نتمثل قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن يسعهم حسن الخلق».