في يوم الاثنين (2/3/2009) زار العراق رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني، في اليوم التالي كان على موعد للقاء نائب رئيس الجمهورية – كما جاء على شاشة بعض القنوات الفضائية - ولكن مر الموعد والضيف الزائر لم يحضر! أين ذهب؟ وأين اختفى؟ وعلى مسؤولية من لو حدث له حادث – سمح الله - ؟ لم يكن نائب الرئيس يعلم بتحركات مسؤول دولة أجنبية في داخل بلده! ثم تبين أن حمى إيمانية أصابت الرجل جعلته يتجاوز كل الأعراف والقوانين الدولية ليذهب سراً إلى سامراء لأداء مراسيم الزيارة حيث قبر الحسن العسكري وأبيه علي الهادي، وسرداب نجله الشاب المتجدد الشباب على مر العصور وكر الدهور! والذي يبلغ من العمر لحد اليوم (1170) سنة فقط لا غيرها! في اليوم التالي زار كربلاء حيث مرقد الحسين والعباس! وبعدها بيوم – أي يوم الخميس 5/3) زار النجف وطاف بقبر إمام الأئمة! لقد قدم الضيف الإيراني الثقيل زيارة سامراء على ما سواها من الأماكن (المقدسة) لديه ليقول لنا: أما كربلاء والنجف فهما في الجيب، لكن الخطوة القادمة هي سامراء، وسنلحقها بأخواتها، تفٌّ عليكم أيها الأغبياء! دولة شيعية من البصرة حتى شمال سامراء في بداية الاحتلال سكر الشيعة بحميا النصر فصاروا يهذون بلا حرج، ويظهر ممثلوهم على الملأ يتكلمون دون تحفظ ببعض ما لا ينبغي أن يقال.. ومن هذا أنهم صاروا ينادون بدولة شيعية لهم تمتد من البصرة لتضم بغداد وتستمر في صعودها حتى تغطي سامراء. ورأيت ممثل مكتب أحمد الجلبي في لندن المدعو محمد حسن على قناة (المستقلة) يحمل في يده خريطة العراق وفي داخلها ظل أسود امتد من البصرة إلى ما فوق سامراء وينادي بصوت عال محترق وهو يهز الورقة بيد ويلطم عليها باليد الأخرى: أيها الشيعة هذه حدود دولتكم لا تتنازلوا عنها! وهذا كله يجري في إطار مؤامرة عالمية تتسرب أخبارها من هنا وهناك لإعادة تقسيم المنطقة وتغيير بنيتها الديمغرافية. فتجد - مثلاً - على موقع (أنا المسلم) الخريطة التالية مأخوذة من المصدر التالي: واشنطن - موقع مجلة القوة العسكرية تموز 2006 ، ضمن مقال في المصدر المذكور بعنوان (حدود الدم). وفيها حددت ملامح جديدة لخارطة شرق أوسطية جديدة.والتقرير يفترض إن الحدود بين الدول غير مكتملة وغير نهائية: تظهر الخريطة اتصال المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية بجنوبي العراق وقطر الأحواز تحت مسمى (الإقليم العربي الشيعي ARAB SHIA STATE)، وتبدو مكةوالمدينة مستقلتين تحت مسمى (الولاية الإسلامية المقدسة ISLAMIC SACRED STATE).والعراق مقسوم إلى قسمين: العراق الشيعي ضمن الإقليم السابق، و (العراق السني SUNNI IRAQ). وقد جاءت مظاهرات الشيعة الأخيرة، قبل أيام قليلة أمام السفارة السعودية في لندن على إثر أحداث الشغب في التي أثارها الشيعة في البقيع، تتوافق تماماً مع هذه الخريطة؛ فقد طالب خطيب القوم ياسر الحبيب بكلمات تحريضية نابية سافرة بتحرير مكةوالمدينة من سلطة الحكومة السعودية، كما دعا إلى توحيد شيعة الخليج واستقلال المنطقة الشرقية بالقوة وضمها إلى العراق لتكوين دولة الشيعة الكبرى على حد قوله. وهذا يعطي مؤشراً خطيراً على أن المؤامرة العالمية قد بدأت عجلاتها تدور وتتحرك في الطريق المرسوم، وأن الشيعة منخرطون في هذه اللعبة الخطيرة، وقد شرعوا في تنفيذ الدور الموكل إليهم. والخريطة تحتاج إلى قراءة تفصيلية ففيها الكثير الكثير مما ينبغي أن يؤشر. انظر مثلاً كيف عزلت الكويت عن محيطها العربي؟! وهكذا... . الحلم الشيعي الفارسي في سامراء الحلم الشيعي في سامراء قديم جداً. وجرت محاولات لتشييعها والاستيلاء عليها. إذ يعتبرونها محتلة من قبل النواصب، حتى قال ياسر الحبيب - وهو معمم شيعي من الكويت يقيم في لندن – بعد تفجيرات سامراء في شباط/2006 : إن تخليص سامراء من يد النواصب أولى من تحرير بيت المقدس من اليهود! وقد حاول المرجع الشيعي محمد حسن الشيرازي في أواخر أيام الدولة العثمانية في نهاية القرن التاسع عشر أن يشيع سامراء، وبنى مدرسة دينية، وصار يتصل بشيوخ العشائر والوجهاء والأثرياء حتى وصل إلى حد تسيير مواكب العزاء في المواسم الدينية الشيعية. وكادت جهوده تنجح لولا أن هيأ الله تعالى بعض الخيرين والعلماء العاملين وعلى رأسهم الشيخ محمد سعيد النقشبندي رحمه الله، فتمكن من وضع إجراءات واعية حكيمة لمواجهة هذه المؤامرة بالتنسيق مع الخليفة. وما زالت المحاولات مستمرة، ومن آخرها دعوة مقتدى قبل سنتين إلى ما سماه (المسيرة المليونية) نحو سامراء، ثم تراجع عن دعوته تحت تأثير تهديد المقاومة. وكان اللعين ينوي بها احتلال المدينة وإحداث فتنة ثانية بعد فتنة التفجير يستثمرونها في خدمة مشروعهم الخطير. الخطوط العريضة للمؤامرة الجديدة واليوم تمر مدينة سامراء بأخطر مرحلة في تاريخها. إن محاولة تشييعها تجري على قدم وساق وبإشراف مباشر من المالكي ورعايته الخاصة. وإليكم هذه المعلومات الميدانية من داخل المدينة موثقة بالصور والمستمسكات، بعثها إلي صديق من هذه المدينة المنكوبة: تتلخص المؤامرة اليوم في مخطط شرير خطير يهدف إلى شطر سامراء الى شطرين هما: (سامراء الشيعية)، وهو الشطر الذي يقع فيه قبر علي الهادي (شطر المرقد)، و(سامراء السنية)، وهو الشطر الذي يقع فيه جامع الرزاق (شطر المسجد). ينفذ هذا المخطط عن طريق إجراءات عديدة مترابطة تهدف إلى فك ارتباط أهل سامراء ب(شطر المرقد). فإذا علمنا ان عناصر الارتباط بين الشطرين هي الاشتراك في الأسواق المختلفة والمؤسسات الحكومية كالمحكمة والبلدية ودائرة الإسالة والجنسية ومراكز الشرطة ووجود مدرسة علي الهادي الدينية (سنية)، مقرونة بالجامع الكبير وهما بجوار المرقد تماماً. وهذا كله في شطر المرقد: فإن إيجاد عناصر بديلة في (شطر المسجد) يجعل الناس يهجرون شطر المرقد فيخلو من أهل سامراء إلى الشطر الآخر، وعندها تباشر الحكومة بجعله منطقة شيعية بحتة، وحسب المسلسل التالي: الحلْقة الأولى: بعد حادثة التفجير بادرت الحكومة فأغلقت مناطق وأسواق شطر المرقد بقوات حكومية وكتل كونكريتية؛ ما دفع الناس تلقائياً إلى أن ينقلوا أسواقهم الى الشطر الآخر (شطر المسجد). وهذه هي الحلْقة الأولى من المخطط. الحلْقة الثانية: شراء البيوت المجاورة للمرقد. ومعها محاولات لإغلاق مدرسة الهادي والجامع الكبير من خلال التضييق على المصلين. وفي الوقت نفسه باشروا ببناء مدرسة بديلة مجاورة لجامع الرزاق في الجانب الآخر (شطر المسجد) كما يتضح في الصورة، وذلك لجعل أهل سامراء يهجرون المدرسة الدينية التي ما زالت في (شطر المرقد)! ويباشرون اليوم أيضاً ببناء بلدية ومحكمة ودائرة إسالة في شطر المسجد، وإنشاء مراكز شرطة في بنايات جاهزة كل هذا موضح في الصور المرفقة جانبا. وهكذا وبعد فترة من الزمن قد لا تطول سيجد جل أهل سامراء أنه لا ارتباط لهم بشطر المرقد ولا يعنيهم ما يجري هناك. الحلْقة الثالثة: ومن هنا ستبدأ المرحلة الأخرى في المخطط. ونتوقع أن يتم فيها: 1. إعادة بناءالمدرسة الشيرازية والتي هدمت بعد أحداث (1991). 2. فتح الحسينية المغلقة. وبناء حسينيات جديدة. 3. عودة معمميهم بأهداف وطموحات جديدة لم يكونوا يحلمون بها من قبل. 4. سيحاولون إفراغ (شطر المرقد) من ساكنيه الى أقصى حد يستطيعونه: بالإغراء المادي ودفع أثمان عالية مضاعفة لأصحاب العقارات، معتمدين على الدعم الإيراني، هذا مع التهديد والتضييق، ليحل محلهم شيعة وعجم. . ومن ثَم ستغرق شوارع ذلك الشطر بممارساتهم التعبدية، وطقوسهم البدعية على طول أيام السنة: يوم الغدير، واقعة الطف، ضلع فاطمة، الأربعينية، ولادة ووفاة الإمام الفلاني، وحادثة تفجير المرقدين... إلخ. وسيعلو نعيق مكبراتهم في الحسينيات على نداء التوحيد في الشطر الآخر، والموضوعات الطائفية المثيرة جاهزة: فالبارحة عائشة وطلحة والزبير ووقعة الجمل واليوم معاوية وصفين وغداً يزيد ووقعة الطف، وبعدها فدك وحرمان فاطمة من ميراثها والذي أعقب كسر ضلعها، ثم ردة الصحابة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله والمرض الذي اصاب عمر في دبره ومؤامرة سقيفة بني ساعدة ورزية يوم الخميس ووجوب الخمس وفضل الزيارة واستحباب اللعن و...إلخ.. . ستزدهر تجارة المخدرات والحشيشة. 7. سيروج لنكاح المتعة بقوة! وإنه لخطر كبير يحيط بشبابنا: يومها ستخلو الشوارع قبل الجوامع من الشباب، وستجد غالبيتهم يتسكعون في (شطر المرقد) يتصيدون الفاجرات بمسمى شرعي تستجيب له النفوس الضعيفة. وهي وسيلة لا تقاوم في سبيل تشييع كثير من هؤلاء الشباب. وعندها ستضيق فرص المصلحين في بناء الشباب وسط ذلك الهدم. ومن شواهد الخطر الذي يتهدد بلدنا ومناطقنا اليوم ما نشرته مجلة الرائد الألكترونية في عددها (السنة الرابعة – محرم – 1430 ه الموافق لكانون الثاني -2009 م ) عن أحدث استطلاع للرأي عملته إحدى المنظمات التي تعنى بحقوق المراة . وهذه صورة عنه: أول مسيرة شيعية إلى سامراء قبل سنتين أعلن مقتدى عن مسيرة سماها (مليونية) إلى سامراء، ثم تراجع عنها تحت تأثير تهديد المقاومة. لكن شيعته تمكنوا من تنفيذ رغبتهم هذا العام، وساروا مسيرتهم في العشرين من صفر. كانت هناك أعداد كبيرة من الزوار الآتين مشياً على الأقدام، ازدحم بهم الطريق، وبالسيارات المرافقة تحمل لهم المعدات الفنية والذبائح بأنواعها. وعلى مشارف سامراء قرب منطقة القلعة وعند غروب الشمس نصبوا خيامهم، وأعدوها للمبيت قبل الانطلاق صباحاً لقطع آخر شوط لهم نحو الهدف. وقطع الطريق الرئيس إلى سامراء، بحيث أن الراجع إلى أهله ليلاً لم يتمكن من دخول المدينة! ليس من الصعب أن تعرف أن غالبية الزوار من الصدريين، فصور مقتدى الصدر تغطي المشهد بشكل ملفت للنظر! ربما لن تستطيع أن ترى صورة للحكيم، وثمة صور قليلة رفعت للسيستاني. حدثني شاهد عيان – إضافة إلى هذا – أن عارضة كبيرة نصبت وسط المخيم وعرض عليها فلم يصور سيدنا علياً وهو يحمل باب خيبر. وفي الصباح كان لعن الخلفاء الراشدين الثلاثة يسمع علناً داخل أزقة المدينة! وكانوا يهتفون: (يا طارش قل للسيد جيش المهدي بسامراء). وكانت هناك كتب خاصة بهم توزع على الزوار وشباب المدينة. ثم أعلن عن صلاة موحدة في جامع سامراء الكبير. وقام الشيخ الدكتور حاتم ليخطب فيهم عن التفجير المشهور، وعن الأخوة بين السنة والشيعة. لم تكن صلاة جمعة، بل كانت تجمعاً كله هتافات بصيغة "الصلوات على محمد وعلى آل محمد". بعد هذه الزيارة كثرت الزيارات وتكررت، وصار مشايخ الشيعة يتوافدون على المدينة، خاصة الشيخ حازم الأعرجي الذي التقى سادن ما يسمى بالروضة العسكرية رياض الكليدار السامرائي. وفي ناحية الدجيل الشيعية، التي كانت السبب في إعدام الرئيس صدام حسين، وعلى الطريق العام بين بغداد وتكريت ارتفع شاخص دلالة كبير كتب عليه (محافظة سامراء المقدسة ترحب بكم)! مع أن سامراء ليست محافظة، وإنما قضاء من أقضية محافظة صلاح الدين (تكريت)، ولا هي مقدسة. يا قوم! هذا أول الغيث. فإن لم نتدارك الحال فإنه سيأتي يوم لن يبقى لسامراء فيه إلا تاريخ يقول: هنا كانت في يوم ما عاصمة الدولة الإسلامية، وبالأمس القريب كانت ههنا مدينة للجهاد والقباب والمآذن. أما اليوم فيعلو صوت الباطل على صوت الحق، ويعلو صوت الكذب على صوت الصدق، ويعلو نداء الشرك على نداء التوحيد، وتعلو دعوة اللعن على دعوة التوقير. لن نجد بين هذا الركام الا صدىً يردد: (يا أسفى على سامراء). لن نجد يعقوباً تبيض عيناه من الحزن وهو كظيم. بل ستجدون أقواماً وجوههم وجوه المومسات، لو اطلعت عليهم لوليت منهم فراراً ولملئت منهم رعباً واشمئزازاً ومقتاً. أقواماً إن بحثنت لهم عن نظير فعليك أن تبحث في باطن الأرض عن قوم يقال لهم: "قوم لوط"! قوماً إذا طلبوا عبادة ابتدعوها، واذا ذكرت أوائل هذه الأمة لعنوها، واذا ذكر الله وحده اشمازت قلوبهم وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون. فأدركوا سامراء قبل فوات الأوان.......! 7/3/2009