المقدم هشام الردادي اشتكى عدد من المواطنين في المدينةالمنورة من هروب الخادمات من منازل كفلائهن، وحث وتشجيع بعض قصور الأفراح والمشاغل النسائية لتلك العمالة الهاربة وإيواءها، مطالبين من الجهات المختصة بسرعة التدخل لحل تلك المشكلة والتي أصبحت ظاهرة حسب تعبيرهم. استطلعت «الشرق» آراء المواطنين ورصدت معاناتهم تجاه هروب الخادمات من المنازل، حيث قال المواطن عبدالفتاح غلام «موضوع هروب الخادمات من المنازل واحتضانهن من قبل صالات المناسبات والمشاغل النسائية ليس سراً، بل يعد موضوعا مكشوفا يعرفه الجميع»، مشيرا إلى أن المواطن يدفع أكثر من 12 ألف ريال ليحضر خادمة للعمل في منزله، وبعد انتهاء فترة التجربة (ثلاثة أشهر) تهرب لتجد من يشجعها ويأويها ويهيئ لها المسكن والمأكل والمشرب. وقال المواطن علي إبراهيم المطيري أن تشغيل العمالة المخالفين في قصور الأفراح والمشاغل النسائية «ليس له زمام ويفتقد الرقابة»، مشيراً إلى أن كثيرا من العاملات في تلك القصور والمشاغل هن من الخادمات الهاربات من المنازل. وذكرت المواطنة عبير حسن أنه كان لدى شقيقتها خادمة من جنسية آسيوية هربت منها بعد فترة التجربة مباشرة، لتتفاجأ بها بعد مضي نحو سبعة أشهر تعمل في أحد قصور الأفراح خلال تلبيتهم دعوة لحضور حفل زفاف في المدينة. وأضافت المواطنة إبتسام العمري أن الخادمة الهاربة من كفيلها عندما تعمل في قصر الأفراح فإن يوميتها تقدر بمائة إلى مائة وعشرين ريال، خلافا لما يجود به عليها أصحاب المناسبة من أهل العريس أو أهل العروس، وتحدثت المواطنة سهى عباس أن أيام الإجازة تعتبر أيام الذروة بالنسبة لقصور الأفراح والمشاغل على حد سواء في استقطاب وتشغيل الخادمات في تلك القصور، مما رفع سعر الخادمات من 1200 إلى 2000 ريال شهريا. من جهته، بين الناطق الإعلامي في جوازات المدينةالمنورة المقدم هشام الردادي ل»الشرق» أن دوريات الجوازات تقوم بأعمال بحث وتحري من خلال مصادرها عن جميع مخالفات نظام الإقامة، كما تتلقى البلاغات عنها عبر الهاتف 992، لافتا إلى أنه في حالة تلقي أي بلاغ بهذا الخصوص يتم التأكد منه وعمل كافة الإجراءات اللازمة للقبض على المخالفات ومحاسبة من تواطأ معهن بإيوائهن أو تشغيلهن. شبكات تهريب الخادمات تنشط قبيل رمضان في تربة والخرمة شكل مجموعة من المواطنين والعمالة الوافدة شبكات لتهريب الخادمات، وكثفت نشاطها في هذه الأيام لنقلهن من جدة ومكة المكرمة إلى محافظات رنية والخرمة وتربة، وذلك بمساعدة عمالة وافدة تقوم باستدراج العاملات في البقالات وأثناء خروجهن من المنازل وفي المتنزهات والأسواق، والقيام بتحريضهن على الهرب من منازل كفلائهن للعمل لدى أسر أخرى بمبالغ مالية مغرية تتجاوز 2300 ريال، فضلا عن ضمان توفير الإقامة لحين الحصول على عمل في أي منطقة كانت، بينما يقوم بعض المواطنين بنقل الخادمات وتهريبهن من جميع الجنسيات بين المدن بطريقة يستغل فيها أسرته أثناء التهريب لاختراق النقاط الأمنية التي يمر بها حتى يصل إلى وجهته. وقال المواطن حمود محمد: إن هناك عمالة وافدة مخالفة لأنظمة العمل يوجدون في محافظتي تربة والخرمة، ويرتبطون بشبكات في جدة ومكة والطائف لتهريب الخادمات من جنسيات آسيوية وإفريقية، حيث يوجد لوكيل الشبكة في تربة والخرمة رقم هاتف خاص يتم الاتصال عليه لطلب خادمة من أي جنسية وتوصيلها لتربة مقابل ألف ريال، وعند ضمان عمل الخادمة يقوم الوكيل بالتنسيق مع زعيم الشبكة في جدة لجلب الخادمة التي تتقاضى مرتبا يتجاوز 2300 ريال شهريا، مع توفير بطاقات الشحن والحماية حتى عودتها للوكيل بصورة يتم فيها استغلال حاجة المواطن للخادمة لا سيما في شهر رمضان، وطالب الجهات المعنية بوضع حد لتلك الممارسات. واعتبر المواطن محمد زامل، أن سبب تزايد هذه الظاهرة يعود لأشخاص تجردوا من ضمائرهم ومارسوا هذا العمل المخالف تجاه دينهم ووطنهم للبحث عن الثراء السريع واستغلال حاجة الأسر للخادمات بعد قرارات وزارة العمل التي لم تتح لهم استقدام العاملات وفقا للشروط الجديدة، مشيرا إلى خطورة تلك الممارسات على الأسر التي تتكبد خسائر مالية لاستقدامها لتلك الخادمات نظاميا ثم هروبهن بعد شهرين بسبب تلك الشبكات التي تنتشر في مختلف المواقع لإغراء الخادمات بالهروب من منازل كفلائهن. ووافقه الرأي عايض سعد، مضيفا أن تلك الشبكات أصبحت تستقطب العاملات المخالفات لأنظمة الإقامة ممن يتخلفن بعد الحج والعمرة، بمرتبات تتخطى 2000 ريال، مشيرا إلى أن بعضهن قد يحملن أمراضا وأوبئة تشكل خطراً صحيا على العوائل، مطالبا الجهات المعنية بوضع حد لتلك الظاهرة التي أصبحت تشكل خطرا صحيا واقتصاديا على البلاد. من جانبه أكد ل»الشرق» مدير شرطة تربة العقيد علي الأسمري، أن شرطة تربة تمكنت من إلقاء القبض على أعداد كبيرة من العمالة المنزلية، إضافة إلى مخالفين آخرين أثناء عمليات تهريب في النقاط الأمنية أو عبر نقاط التفتيش المفاجئة التي تقوم بها الشرطة، وأضاف «لكي نحد من تلك الظاهرة لا بد من تعاون المواطنين مع الجهات الأمنية في التبليغ عمن يقوم بتلك المخالفات لأقرب جهة أمنية»، لافتا إلى أن شرطة تربة تقوم بدورها الأمني بالتفتيش وطلب الإقامة أثناء الخروج والدخول من وإلى المحافظة.