تزايدت أعداد شبكات تهريب العاملات المنزليات من جدة ومكة المكرمة إلى تربة والخرمة والمراكز التابعة لهما بشكل كبير، ولم تقتصر على الخادمات الإندونيسيات اللاتي يتم استدراجهن وتهريبهن، بل يتم عرض أفريقيات متخلفات بعد الحج والعمرة مقابل مبالغ مالية كبيرة. وتتكون الشبكة من مجموعة كبيرة من الوافدين والسعوديين، حيث يستدرج الوافدون العاملات المنزليات في البقالات، وأثناء خروجهن من المنازل وفي المتنزهات والأسواق، وتحريضهن على الهرب من منازل كفلائهن للعمل لدى أسر أخرى بمبالغ مالية مغرية، فضلا عن ضمان توفير الإقامة لحين الحصول على عمل في أية منطقة كانت، بينما يقوم بعض المواطنين بتهريب الخادمات من جميع الجنسيات بين المدن بطريقة يستغل فيها أسرته أثناء التهريب للتمويه على النقاط الأمنية التي يمر بها حتى يصل إلى وجهته. وذكر المواطن ظافر السبيعي أن محافظتي تربة والخرمة تشهدان نشاطا لتلك الشبكات التي تقوم بتهريب الخادمات خاصة الجنسية الإندونيسية والأفريقية، حيث يوجد لقائد الشبكة رقم هاتف يتم الاتصال عليه وطلب خادمة من أية جنسية مقابل 600 ريال وتوصيلها للمنزل و1300 ريال مرتب شهري للخادمة وزيارة كل شهرين للمدينة التي هربت منها إلى تربة أو الخرمة. وأرجع منصور البقمي من تربة سبب انتشار هذه الظاهرة لعدم الإحساس بالمسؤولية من قبل بعض ضعاف النفوس لممارسة هذا العمل، لذلك يستغل حاجة الأسر للخادمات بعد قرارات وزارة العمل التي لم تتح لهم استقدام العاملات بشروطها التعجيزية. وأشار البقمي إلى خطورة تلك الممارسات على أرباب تلك الأسر الذين يتكبدون خسائر مالية أثناء استقدامهن نظاميا وهروبهن بعد شهرين إضافة للأمراض التي تحملها الجنسية الأفريقية مثل السل والجرب وغيرهما. وطالب الجهات المعنية بالحد من تلك الظاهرة التي أصبحت تشكل خطرا صحيا واقتصاديا على البلاد. من جانبه، أوضح مصدر في إدارة الوافدين بالطائف أن هناك لجنة مكونة من عدة جهات ذات علاقة مثل الإمارة والجوازات والمباحث والشرطة منوط بها القبض على هؤلاء الخادمات، ومن ثم تحويلهن إلى إدارة الوافدين، مؤكدا استمرار الحملات على مثل هذه المخالفات وملاحقة مرتكبيها في أماكن تواجدهم.