كل الألغاز التي «فغرنا» وفغر من قبلنا العلماء الجهابذة وسهروا من فجر التاريخ لأجل حلها أو «فصفصتها» إلى أجزاء ليأتي من يحلها بعد ذلك تهون أمام أحاجينا. كل شيء في الدنيا يتغير، العصي على الفهم يصبح بعد محاولات قابلاً للحل، الغبي يستوعب ما حوله مع الوقت. يشعر بأن عليه أن يتصرف بمنطق. وعلى ذكر الأحاجي حتى الأحجية البيزنطية الأشهر في التاريخ البيضة والدجاجة لم تعد تحير أحداً بعد أن وصل باحثون فرنجة في جامعة شيفلد إلى برهان علمي يفيد بأن الأبحاث التي أجروها أظهرت أن تكوّن أو تشكّل قشر البيض يعتمد على البروتين، وهو موجود في الدجاجة أي أن الدجاجة أتت أولاً. أما أحاجينا فصامدة وعصية على الفهم. ومنها أحجيتنا الأخيرة حق القطارات. تذكرون قطاراتنا الجديدة القديمة التي كلفتنا مئات الملايين ثم أصابتها عين «ما صلت على النبي» وأوقفت عن العمل بعد أيام معدودة بحجة أنها ليست مبرمجة لتناسب أجواء المملكة! ثم ظهر مدير السكة الحديد ليقول إن الشركة قامت بتشغيل القطارات الثمانية في موقع تصنيعها لمدة تقارب الأربعة الأشهر ولم يظهر أي خلل فني، ثم يقول بعد ذلك إن الشركة قامت بإيفاد أكثر من أربعين خبيراً إلى المملكة لإصلاح الأعطال في أسرع وقت ممكن. دخلت «نزاهة» على الخط لتحل المسألة وحملت الخطأ على مؤسسة السكة الحديد لأنها لم توفر كما هو مشترط مسافة كافية لسير القطارات 2500 كلم متواصلة علما بأن أطول سكة حديد متواصلة في البلد من عهد بعيد وطولها 400 كلم، هيا حلوها! وحلوا معها طلب «نزاهة» مراجعة العقد وإجراءات الترسية، لنعرف من الذي وضع بنود هذا العقد!