الأحساء – غادة البشر متسوّلة: ما تحمله المتسوّلات أحياناً من مواليد لاستدرار العطف ليسوا إلا دُمى حذَّر مختصون اجتماعيون من انتشار التسوّل، مبينين أنه يشكل خطراً على الهوية الاجتماعية للمجتمع السعودي، حيث إن تربية المتسوّلين لأطفالهم على مهارات التسوّل، وإجبارهم على ممارسته يعد أحد ألوان العنف المتعمد ضد الأطفال، مناشدين جمعيات حقوق الإنسان، بعمل حملة لمكافحة ومعالجة هذا العنف، بالتنسيق مع الجهات المعنية والمسؤولة عن مكافحة التسوّل، وكشف عدد من المتسوّلات خلال جولة قامت بها «الشرق« بشوارع الأحساء، أن دخل المتسوّلة الواحدة اليومي لا يقل عن ألف وخمسمائة ريال وقد يتضاعف إلى ثلاثة آلاف ريال في شهر رمضان، وهو مبلغ يماثل الحد الأدنى الذي وضعته المملكة مؤخراً لراتب موظفي القطاع الخاص، مؤكدات على أن الأسواق، وإشارات المرور، والمساجد هي أفضل الأماكن لجني الأرباح، مضيفات بأن توزيعهن عند المحلات يتم بشكل منظم ومدروس. عمل مجز وفير وذكرت المتسوّلة «أم اللول» كما أطلقت على نفسها (32 عاماً)، التي جلست قريبة من واجهة أحد المحلات التجارية بأن أكثر من يمارس مهنة التسول النساء والأطفال، وفيما يسمح للأطفال والمراهقين الأولاد بممارسة هذه المهنة منفردين، تمنع البنات من ممارستها ألا برفقة أحد خوفاً عليهن وتقول للشرق» نحن شحاذين ولكن شرفاء»، فالتسوّل عمل شريف، ولا أحد يعرف كم نتعب في سبيل لقمة العيش»، وأكّدت أم اللول أن ما يدفعهن للتسوّل ليس الحاجة فقط بل لأنه عمل مجز وفير الربح، مبينة أن المتسوّلات لم يعتدن البطالة. وعن خوفهن من فرق مكافحة التسوّل أوضحت أم اللول بأنهن يغيّرن أماكنهن بشكل يومي تحسباً للبلاغات التي ترد ضدهن، ويضطررن للانقطاع عن العمل أحياناً، كنوع من الهدنة للهروب من أيدي المكافحة، كما أن عملهن جماعي ومنظم فهناك من ينذرهن. ووضحت أم اللول أنه لم يتبقَ لها سوى سبع سنوات لتتوقف عن ممارسة التسوّل، مبينة أنه لا يسمح لمن فوق الأربعين بذلك، كون قدراتهن على الكر والفر تقل، إلى جانب عدم مقدرتهن على تحمّل الظروف المناخية في هذا العمر. 1500 يومياً وعن دخلهن اليومي أكّدت أم رضا -متسولة أخرى-، بأن دخل المتسوّلة الواحدة لا يقل عن ألف وخمسمائة ريال يومياً، مبينة أنهن ينتظرن شهر رمضان بفارغ الصبر، حيث ترتفع فيه المبالغ إلى الضعف، موضحة أن الصدقات العينية لم تعد موجودة، فالنقود هي الصدقة المتوفرة، وهي الأفضل. ونفت أم رضا استعانتهن بمواليدهن في التسوّل، مؤكّدة حرصهن على فلذات أكبادهن، وعدم تعريضهم للخطر، وكشفت بأن ما تحمله المتسوّلات أحياناً من مواليد لاستدرار العطف ليسوا إلا دُمى يتم لفهن بشكل جيد، مشيرة إلى السن الذي يدربن فيه الطفل على التسوّل يبدأ من سن الخمس سنوات. معاقبة المتسولين من جانبها أكّدت المختصة الاجتماعية فتحية صالح بأن انتشار التسوّل في المجتمع السعودي، يشكّل خطراً على الهوية الاجتماعية للمجتمع السعودي، لما للتسوّل من انعكاسات سلبية على المجتمع، مشيرة إلى أن تدريب الأطفال على التسوّل وإهدار ماء الوجه، هو أحد أنواع العنف الممارس ضدهم، مشدّدة على أهمية معاقبة من يرتكب هذا الشيء. وناشدت صالح جمعيات حقوق الإنسان بتبني الموضوع ومعالجته، كما ناشدت الناس بمساعدة الجهات المعنية في القضاء على المتسولين بدلاً من دعمهم بالمال، وأضافت» المحتاج حقاً يمتلك نفساً عزيزة، تجعل الموت له أحب من التسوّل، وما نحتاجه فقط هو تحري الدقة، لأن كثيرا ممن يتصدقون يبحثون عن الأجر، ولا يهمهم كذب أو صدق المتسوّل». المتسولين السعوديين