تتجدد ظاهرة قديمة بل غزو للأماكن العامة والأسواق والمساجد بل وصل حتى المنازل والموظفين في مكاتبهم ، أشكال وألوان من المتسولين كباراً وصغاراً نساءً ورجالاً ومن كل الجنسيات يستخدمون أساليب غريبة ومخيفة ينسجون القصص الحزينة الموثقة بصكوك شرعية والبعض الآخر يبرز قدمه او ذراعه المبتورة لاستدرار عطف المواطنين والمقيمين وجعلوا ذلك مهنة يومية لأخذ أموال الناس دون وجه حق. فالكثير منهم لايفكر يوما ما في ترك هذه المهنة حتى لاتتأثر أرباحه ودخله اليومي الذي يتجاوز 200ريال يوميا. "الرياض" تسلط الضوء على هذه الظاهرة التي أخذت في الانتشار في جميع مناطق المملكة والأرياف وما تسببه من مشاكل أمنية واجتماعية وخسائر اقتصادية تقدر بملايين الريالات سنويا تحول لبلدان المتسولين. خطر اجتماعي يقول عيد عياد المرزوقي: للمتسولين أخطار اجتماعية متعددة فهم يرتكبون الكثير من الموبقات والجرائم التي تفوق أشكالهم وملابسهم الرثة التي تدعو للشفقة فبالإضافة لما يسببونه للمواطنين والمقيمين من إزعاج أمام المساجد وفي الأماكن العامة وهم يستجدونهم ويتشبثون بملابسهم ونزع صدقاتهم عنوة بالدعوات فمنظرهم وهم يجوبون الشوارع يسيء للمجتمع ويشير البقمي ان هناك بعض المتسولين الذين تم إلقاء القبض عليهم وبعد تفتيشهم تبين ان بحوزتهم كميات كبيرة من المخدرات لترويجها بين فئات الشباب مقابل مبالغ مالية كبيرة وبعض هؤلاء المتسولين الضعفاء كما نراهم يملكون ثروات كبيرة تقدر بمئات الآلاف تحول لبلدانهم بصوره غير شرعية والغريب في الأمر ان المتسولين والمتسولات عادة ما يتذرعون بحجج واهية ليست لها علاقة بواقعهم المعيشي مثل إبراز أوراق منسوخة تتضمن تقارير طبية غير معتمدة رسمياً وصكوك شرعية يندرج بعضها ضمن قائمة الوثائق المزورة التي يعاقب عليها القانون. خطر أمني يقول عبدالعزيز الثبيتي (من الطائف) يعد التسول امتهاناً للكرامة الشخصية للإنسان صغيرا كان ام كبيرا وهذا يدفع الكثير منهم لارتكاب بعض الجرائم مثل القتل (وحدث كثيراً) مستغلين عدم وجود مايثبت هوياتهم إضافة لاختطاف الأطفال واستغلالهم في مهنة التسول والسرقة أوالسطو على المارة والمنازل ولم يقتصر ذلك على الرجال بل هناك مجموعة من النساء يجبن الإحياء السكنية ويطرقن أبواب المنازل لأخذ المقسوم ولا يكتفين به بل يتربصن بصاحب او صاحبة الدار ويتم اختيار ذلك بعناية فائقة ومن ثم التخطيط لسرقة خفية لا يتوقع احد ان بعض المتسولين له ضلع بها وقد يلجأ بعض النساء لتخدير ربة المنزل عندما تكون وحيدة ومن ثم سلب مجوهراتها وما يوجد من مبالغ مالية وهناك وجه خفي غير ظاهر لآثار التسول يكلف الأسر ملايين الريالات وقد قدر حجم المسروقات في محافظة الطائف بمايعدل اكثر من 200الف ريال خلال شهر على يد المتسولين. البعد الاقتصادي يقول احد المتسولين ويدعى علي محمد ناصر (يمني الجنسية) بالطائف انه يحصل يوميا عن طريق التسول على 200ريال أي بمعدل 6آلاف شهريا وعن سؤاله كيف يقوم بتحويل المبالغ وتهريبها يقول لدي بعض الأصدقاء المقيمين الذين يتقاضون في بعض الأحيان مبالغ مالية مقابل تحويلها عن طريق البنوك بأسمائهم وبصورة شرعية لمن ارغب وبهذه الطريقه اضمن وصول المبالغ دون خوف. إضافة إلى ان مرأة افريقية تمتلك موقعا خاصا تتسول به أمام إحدى الإشارات بجدة تقاطع شارع الأمير محمد بن عبدالعزيز مع شارع الأمير ماجد بن عبدالعزيز دخلها اليومي يتجاوز 300ريال وقد قامت ببيع الموقع على متسوله أخرى ب 5آلاف ريال وقد اعترفت بذلك لجوازات جدة. وهنا نجد ان المتسولين الأجانب يقومون بجمع أموال كبيرة وتهريبها إلى الخا رج وهذا يؤثر ويلحق الضرر بالاقتصاد الوطني نتيجة نزيف الأموال الذي يتجاوز مئات الملايين سنويا إضافة لما تنفقه الدولة أثناء وبعد إلقاء القبض على المتسولين من سكن وإعاشة وترحيل.