تطورت الحياة بصورة سريعة في دول الخليج بصفة عامة وفي المملكة العربية السعودية بصفة خاصة. حيث زاد عدد السكان في المملكة خلال ما يزيد على ربع قرن من 6218361 نسمة عام 1394ه إلى 27136977 نسمة عام 1431ه، وصاحب هذه الزيادة البشرية تنامي المجتمعات الحضرية والمجمعات السكنية والأنشطة التجارية، مما نتج عنه ظهور بعض المردودات البيئية السلبية متمثلة في نمو وزيادة المخلفات المنزلية الصلبة، التي تتولد عنها تأثيرات خطيرة على البيئة وصحة المجتمع كونها من مصادر التلوث وتنشأ حيثما وجد نشاط ونمو بشري. وتشكل المخلفات العضوية (بقايا الأطعمة) ما مقدراه 60% من حجمها وهي نسبة مرتفعة، ومشكلة تعاني منها معظم دول الخليج العربي، فلقد أوضحت الدراسة التي قامت بها الغرفة التجارية السعودية بالرياض حول سلوك المستهلك السعودي، أن الزيادة في دخل المستهلك تؤدي إلى زيادة الإنفاق على السلع الكمالية، وقد أفاد 16% من أفراد العينة أن السبب في إنفاق الزيادة في الدخل هو الرغبة في التفاخر الاجتماعي، وأفاد 12% بأن سبب ذلك هو تقليد الآخرين، بينما أفاد 59% من المبحوثين أن سبب ذلك هو البيئة الاجتماعية التي تفرض على الأفراد الإنفاق على إقامة الولائم والأفراح وتبادل الهدايا. ولقد خلصت نتائج الاستبيان الميداني للدراسة إلى أن بيئة الأفراد وسلوكهم الاجتماعي وعدم الإدراك الحقيقي لواقع المشكلات البيئية العالمية والمحلية يكمن وراء ارتفاع نسبة المخلفات بشكل عام والمخلفات العضوية بشكل خاص. وكون المخلفات المنزلية الصلبة تتألف من مكونات مختلفة مثل المواد العضوية والورق، والزجاج، والمعادن، والألمونيوم والبلاستيك، فان الأمر يستوجب تطبيق منظومة متكاملة من الأساليب العملية للتعامل مع مشكلة هذه المخلفات المنزلية الصلبة، تتصف بالمرونة وإمكانية التحقيق بما يتناسب مع الإمكانيات الاقتصادية للدولة، فهناك عوائد اقتصادية ومنافع بيئية تعود على المجتمع عند تطبيق استراتيجيات تدوير المخلفات المنزلية الصلبة، فمثلا نجد أن تدوير مخلفات الأوراق يعمل على تقليص الضغط على المصادر الطبيعية لهذه الصناعة وهي الأشجار، كذلك يعمل تدوير مخلفات البلاستيك على حماية البيئة من المواد الضارة التي تنطلق من البلاستيك عند تفكك جزيئاته، وتدوير مخلفات الحديد و الألمونيوم له عوائد مالية مشجعة، أما المخلفات العضوية فان تدويرها يعتبر مصدرا لإنتاج السماد العضوي، الذي يعمل على تخفيف استهلاك المزارعين للأسمدة الكيميائية التي تعتبر مصدرا من مصادر تلوث للتربة والنبات والماء إذا ما زادت كميتها في التربة بسبب سوء الاستخدام.