ليست حسبة برما. لدينا خمسة مرشحين يخوضون سباق الرئاسة بقوة، وهم (عبدالمنعم أبو الفتوح حمدين صباحي عمرو موسى محمد مرسي أحمد شفيق) المتابع للشارع المصري يعرف أن أحدهم لن يحسم الانتخابات من الجولة الأولى، وأيضا لا يمكن التكهن بأي منهم سوف يخوض جولة الإعادة، خصوصا وأن كافة استطلاعات الرأي خرجت بنتائج مختلفة. ما يعني أننا أمام عشرة احتمالات فقط يمكننا هنا قراءتها فربما تساعدنا على معرفة من يمكنه الوصول إلى قصر العروبة بعد خوضه جولة الإعادة. 1. أبو الفتوح أمام حمدين: أبو الفتوح قدم نفسه باعتباره مرشحا توافقيا، فهو الإسلامي الليبرالي اليساري (!) حصل على دعم السلفيين وبعض الثوار وكثير من أبناء الطبقة الوسطى الذين ظنوا أنه صاحب الفرص الأفضل في الفوز. شعبية حمدين التي تصاعدت في الفترة الأخيرة ربما تفرض على الناس إعادة النظر في فكرة الشعبية من الأساس. خروج مرشح الإخوان سوف يفرض عليهم اتخاذ موقف من جولة الإعادة بين أبو الفتوح الإخواني المفصول، وبين حمدين الذي شاركهم حلفهم الديمقراطي قبل الانتخابات البرلمانية. وصول حمدين وأبو الفتوح للإعادة سوف يعيد الأشياء لمسمياتها فسوف يكون حمدين (المدني) في مواجهة أبو الفتوح (الإخواني). أصوات المدنيين سوف تذهب للأول بالتأكيد ومعها أصحاب نظرية الاستقرار الذين صوتوا لموسى وشفيق، ومعها أصوات المسيحيين المرتعبين من وصول إسلامي للحكم. في جولة كهذه سوف يكون حمدين الأقرب للفوز. 2. أبو الفتوح أمام موسى: بالتأكيد في جولة كهذه سوف تكون الغلبة لأبو الفتوح فسوف تنضم إليه أصوات الثوريين، وسوف يستشعر الإخوان حرجا في عدم دعم مؤسس جماعتهم الثاني على الرغم من كل الأصوات التي سوف تذهب لموسى من دعاة الاستقرار الوهمي ومن المرتعشين. 3. أبو الفتوح أمام مرسي: على الرغم من أن الاثنين ينتميان لمشروع الإسلام السياسي نفسه، وللجماعة نفسها، فسوف تكون الغلبة لأبو الفتوح لأنه سوف يحصل على الأصوات التي كانت في طريقها لحمدين إضافة إلى أصوات المرتعشين الذين سوف يكون أبو الفتوح بالنسبة لهم أرحم كثيرا من مرسي، وسوف يكون مستقبل الجماعة على المحك لأن الأصوات التي سوف يحصل عليها مرسي سوف تعبر عن الحجم الحقيقي للجماعة. 4. أبو الفتوح أمام شفيق: أبو الفتوح يكسب هذه الجولة ببساطة، ودون مجهود كبير لأسباب كثيرة ليس أهمها أن شفيق ملاحق بعدد كبير من ملفات الفساد. 5. حمدين أمام موسى: في هذه الجولة سوف يحصل حمدين على أصوات السلفيين والإخوان والثوريين وكثير من المسيحيين الذين سوف يشعرون أن ثمة أملا في الخلاص من الإسلاميين والفلول في ضربة واحدة. 6. حمدين أمام مرسي: سوف يستعير الأخير دعم السلفيين ولكن الاستقطاب سوف يكون على أشده بين أنصار الدولة المدنية وأنصار الدولة الدينية، وفي ظني وعلى الرغم من اليقين من أنها سوف تكون منافسة حادة فإنها سوف تكون في صالح حمدين، لأن هوية مصر المدنية سوف تكون على المحك. 7. حمدين أمام شفيق: لا داعي لتكرار أن أية إعادة يكون فيها شفيق طرفا سوف تنتهي لصالح منافسه ما لم يكن هذا المنافس هو مرسي. 8. موسى أمام مرسي: هذه الجولة سوف نكون فيها بين سندان الفلول ومطرقة الأصوليين، ومع هذا فهي جولة في صالح مرسي، وأظن أن الإخوان يسعون لحدوثها، لأنها ضمانة جيدة لوصول مرشحهم للرئاسة. 9. موسى أمام شفيق: هذه منافسة لا تخص الثوريين ولا الإسلاميين، ولهذا ففي تقديري أن موسى سوف يكسبها وإن كان احتمال حدوث هذه الإعادة في حكم الخيال. 10. مرسي أمام شفيق: هذه الجولة يسميها كثير من المصريين بال “كابوس” لأنها سوف تأتي لهم بأحد أسوأ المرشحين بقوة للوصول لكرسي الرئاسة، الذي في الغالب سوف يكون “مرسي” لأن الإسلاميين سوف يقاتلون من أجلها ولأن الثوار سوف ينسحبون فهي بالتأكيد لن تكون معركتهم. وقانا الله شرها. إذا صدقت هذه التوقعات فذلك يعني أن حمدين لديه أربع فرص للفوز في مقابل ثلاث فرص ل”أبو الفتوح” فيما يملك مرسي فرصتين وموسى فرصة واحدة. ما يجعل من حمدين وأبو الفتوح الأقرب إلى الوصول لقصر العروبة، ما يعني أن الصراع بينهما في الجولة الأولى لا محل له من الإعراب. فهل سيدعم المصريون وصول الاثنين لجولة الإعادة حتى تكون نسب وصول ثوري للكرسي الرئاسي أكبر؟، أما التفكير في أن أحدهما يخصم من أصوات الثاني فهو تفكير غير منطقي لأن أبو الفتوح في الجولة الأولى يتسابق مع مرسي وليس حمدين. واللهم ولي علينا من يصلح.