طالب أصحابُ محالِّ بيع الخضار والفواكه حمايتهم من الباعة المتنقلين الموجودين أمام المساجد وعلى الأرصفة، مؤكدين أنهم ألحقوا أضراراً كبيرة على تجارتهم ببيعهم بأسعار أقل نسبياً منهم، مرجعين ذلك لكونهم لا يتحملون أي التزامات مالية من إيجارات أو كهرباء وماء. وأكد محمد سعيد الأكلبي (صاحب محل لبيع الخضروات) أنه يدفع إيجاراً خمسين ألف ريال في السنة و500 ريال شهرياً للكهرباء والماء، بالإضافة إلى راتب عامل النظافة، في وقت يتزايد فيه عدد الباعة المتنقلين أمام المساجد والأرصفة، مشيراً إلى تعاطف الأهالي معهم حتى صارت لهم تجارة مربحة، وانعكس ذلك سلباً على مبيعات المحل بنسبة تزيد على 40%، وأصبح الزبائن يشتكون ارتفاع الأسعار، وأنَّ هناك فرقاً في السعر بين الباعة المتنقلين والمحلات، ولا يقتنعون بالأسباب وأنَّ هناك مصاريف يتحملها صاحب المحل، وبيّن أنَّ الخضروات التي تعرض في الشارع وأمام المساجد تكون معرضة لأشعة الشمس والغبار خاصة الفواكه السريعة التلف مثل الطماطم عكس المحلات التي تغلفها بغلاف بلاستيكي بعد أن تغسل وتحفظ في أماكن جيدة. وأكد الأكلبي أنهم أصبحوا في الفترة الأخيرة يبيعون بعض أنواع الخضار والفواكه بسعر التكلفة للمحافظة على الزبائن، وطالب بحل إقامة أسواق شعبية تؤجر بإيجار رمزي لهؤلاء الباعة. مبيناً أنَّ الزبائن باتوا يتذمرون من أسعارهم رغم أنَّ الفائدة في الصندوق الواحد لا تتجاوز الريالين، بالإضافة إلى مصاريف أخرى يتحملها صاحب المحل من إيجار وكهرباء وماء ونقل وتجديد الرخصة التجارية، وأشار إلى أنَّ محال الخضار تقدم الخضروات والفواكه التي تتمتع بالجودة العالية عكس التي تباع في الشوارع وأمام المساجد. وبيّن الزبون أبو مشعل أنَّ هناك تفاوتاً كبيراً في الأسعار بين الباعة المتنقلين ومحلات الفاكهة وأنه دائماً ما يشتري من الباعة لرخص أسعارهم، والجودة لا تختلف عن التي في المحلات فهي واحدة، والمصدر واحد، وأنَّ السعر هو ما يهم المستهلك في المقام الأول، واقترح عمل سوق خاص لهؤلاء الباعة أسوة بسوق الخميس في الرياض. بينما يختلف معه الزبون أبو منصور النمشان أنه دائماً ما يشتري الفاكهة والخضروات من المحلات للحفاظ على صحته مؤكداً أنه اشترى أكثر من مرَّة من الباعة المتنقلين، ووجد أنَّ الطبقة السفلية دائماً ما تكون فاسدة لتعرضها لأشعة الشمس المباشرة، وطالب بمعاقبة هؤلاء الباعة الذين يعبِّرون عن مظهر غير حضاري، واقترح إنشاء سوق شعبي يكون بإيجار رمزي لمساعدتهم، وأن تكون هناك نشرة يومية للخضار والفاكهة تصدر من وزارة التجارة تلزم المحلات بتعليقها في المحل على أن تنشر في الصحف اليومية ومعاقبة المحلات المخالفة للأسعار. ويشير حسن العبدلي إلى أنَّ سيارات الخضار والفواكه تزداد يوم الجمعة وتشهد إقبالاً كبيراً من قِبَل المصلين، وكثيراً ما يذهب البائعون بعد انتهاء البيع تاركين المكان مليئاً بالأوساخ وبقايا الخضار غير الصالحة، ما يشوِّه منظر المكان خاصة أنَّ للمسجد قدسية خاصة، ويطالب بإنشاء أكشاك صغيرة بإيجار رمزي لهؤلاء الباعة. ويقول أحد الباعة المتنقلين إنَّ المساجد تعتبر مكاناً لبيع وتحقيق الرزق خاصة بعد صلاة الجمعة مبيناً أنَّ الربح المتحقق من بيع الخضار والفواكه أمام المساجد جيد مقارنة مع المحال التجارية، وذلك لعدم وجود إيجار أو مصاريف أخرى، وعن مصدر بضاعته أوضح أنَّ سوق الخضار هو المصدر الرئيس الذي يجلب منه بضاعته، وأنه تعاقد مع بعض التجار لتزويده يومياً باحتياجاته. وأوضح مدير عام العلاقات العامة والإعلام والمتحدث الإعلامي بأمانة المنطقة الشرقية محمد بن عبدالعزيز الصفيان أنَّ أمانة المنطقة الشرقية تمنع الباعة المتنقلين مهما كانت بضائعهم، حيث أنَّ عملية البيع في الطرقات والميادين والشوارع العامة ممنوعة، وهناك جولات دائمة للمراقبين بصفة يوميَّة لمنع هؤلاء الباعة، حيث يتم تطبيق الإجراءات الرسمية بحقهم ومصادرة بضائعهم، كما أنَّ الجولات الرقابية تتم بصفة يومية على مدار الساعة طوال السنة في كافة البلديات. حسن العبدلي