أبدى عدد من المواطنين انزعاجهم من منظر باعة الخضار المتجولين, ولا سيما أن أكثرهم يختار الوجود بالقرب من المساجد في أوقات الصلاة، مشيرين إلى أنه من المفترض أن يكون هناك تنظيم لأماكن تواجد الباعة أو إيجاد أسواق مناسبة لهم. في حين يرى الباعة أن السبب الرئيسي لعرض بضاعتهم على أرصفة الشوارع, هو ارتفاع إيجار المحلات، وأن عوائد الربح لا تغطي إيجار المحلات، موضحين أن كمية البضاعة التي يعرضونها قليلة ولا يستدعي الأمر وضعها داخل محل بإيجار باهظ. أسعد هزازي أحد بائعي الخضار على الأرصفة قال: "لا أستطيع فتح محل بالإيجار، كونه يكلف مبلغا أعجز عن دفعه، بالنظر إلى رأسمالي القليل". وأعرب عن أمله بأن يحالفه التوفيق من بيع بضاعته المتواضعة لفتح محل مناسب أو مشروع آخر, كما تمنى من البلدية توزيع محال عليهم بإيجار مناسب. أما بائع الخضار أحمد عبد الله فيقول: إن المواقع التي يعرضون فيها بضاعتهم في الشارع جيدة وتقدم خدمة سريعة تجذب الزبون. وأفاد: إن فترة الظهر وخروج الموظفين وعشوائية الزحام, تجبر الزبون علينا، ونحن نوفر لهم غرضهم وبسعر مناسب, ونستغرب من ملاحقة البلدية لنا بحجة النظافة وتضييق الشارع. واسترسل قائلاً: البلدية دائما يتحجّجون علينا، ونحن نبحث عن لقمة العيش في هذه الأماكن بشكل متفاوت، أحيانا نبسط سياراتنا، وأحيانا ننقطع، ولا نقدر على إيجار المحلات, وهي تتطلب بضاعة كثيرة. وذكر راشد المرشد- تاجر خضار- أن له محلا يبيع ويشتري فيه, ولكن في فترة الذروة يأخذ بعض خضراواته ويعرضها في أحد الطرق الرئيسية لسرعة تصريفها. محمد السالم أحد المشترين ذكر أنه يأخذ أغراضه "على الطاير" وهو في طريقه إلى البيت بدلاً من الذهاب إلى أسواق الخضار البعيدة والدخول في زحمة الشوارع, مشيرا إلى أن هناك بعض الخضار والفواكه يصيبه التلف من تعرضه للشمس لفترة قصيرة، ولكن نحن نشتري الصالح منه. ووافقه الرأي عبد المجيد المالكي، لكنه أضاف: أن هناك من يتردّد عليها لمناسبة أسعارها عن أسعار محلات الخضار, وأنه يهرب من بعض المحلات التي ترفع أسعار الخضار لتغطية إيجارها إلى بائعي الأرصفة لوجود الأسعار المناسبة والمتوقعة. وطالب من بائعي الخضار مراعاة صحة المواطن, وأن يتذكروا كلام المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام: "من غشنا فليس منا".