الدمام، جدة – فؤاد المالكي، حمد فرحان، نعيم الحكيم، إبراهيم جبر فقندش: الشهري كان علامة فارقة في الموسيقى السعودية بندر سعد: أجّلت كل أعمالي احتراماً لوفاة والدي تسبب رحيل الملحن صالح الشهري في صدمة كبيرة لكافة المنتمين للوسط الإعلامي والفني بل لكل من يعرفه، الشهري الذي أفنى حياته من أجل الإنسانية وخدمة الوطن والفن كان من المعروف عنه دماثة خلقه، ويتمتع بقلبه الكبير المحب لمن حوله، والعاشق للإنسانية، من عرف صالح على طبيعته يتعلق به ومن يسمع عنه يزددْ مرارة لكونه لم يلتقِه ويتعرف عليه عن قرب، كان خجولا ولا يمكنه رفض أي طلب لأي شخص كان، ومن المعروف عنه عدم اهتمامه بالثروة المالية، فلم يكن يمتلك الثروة وما يتقاضاه يصرفه، الشهري لم يتخيل أنه في يوم من الأيام سيصبح نجما مشهورا وأن يكون له شأن وكان يقول رحمة الله عليه: لو كنت أتخيل ذلك لما وصلت إلى ما وصلت إليه. صالح الشهري كان له دور بارز في إثراء الساحة الفنية السعودية والخليجية وكان سبباً رئيساً في نجاح الكثير من أغنيات النجوم، كان الأخ الأكبر والصدوق لكل من عرفه، والأب الروحي للكثيرين، وفي ومبتسم دائما، ضحى بسنوات عمره وسخرها للوطن والفن، «القلب الكبير» توقفت نبضاته المليئة بالحب والفن، رحل جسده ويبقى عطاؤه الذي لا ينضب. «منجم الألحان» قدم «منجم الألحان» للساحة الفنية أكثر من 700 لحن كان للفنان عبدالمجيد عبدالله 91 لحنا، راشد الماجد 46، ورابح صقر 22، محمد عبده 4، وعبدالله الرويشد 4، طلال مداح 3، عبادي الجوهر 6، عباس إبراهيم 10 راشد الفارس 27، عبدالهادي حسين 16، ولحّن لعدد كبير من نجوم الغناء في الوطن العربي منهم، رجاء بلمليح، ماجد المهندس، طلال سلامة، أصيل أبو بكر، علي عبدالستار، حسين الجسمي، تركي العلي، باسكال، فلة الجزائرية، جواد العلي، عبدالله رشاد، الوسمي، أسيل عمران، علي بن محمد، بالإضافة إلى تلحينه أوبريتات وطنية عدة أهمها، الجنادرية «أمجاد الموحد»، و»عهد الخير 23»، و«فرحة وطن»، وأوبريت الشرقية وتبوك. «عطاء لا ينضب» هذا وتعد من أبرز ألحان الكبير صالح الشهري، «ودي تشوف الهم»، «عشق بدوي»، «اعترف»، للفنان خالد عبدالرحمن، و»ما أوعدك»، «رقصة الموت» للفنان طلال مداح، و»العنا»، «حضيض»، «أحب صنعاء»، للفنان محمد عبده، «رجاوي»، «شرطان الذهب»، «عاش من شافك»، «وينك حبيبي»، «ردتك الأيام»، «طحت من عيني»، «خلهم ينفعونك»، «على مين تلعبها»، «يا هيه» للفنان راشد الماجد، و»متغير علي»، «روحي تحبك»، «يا بعدهم كلهم» «يا مسافر للجفا»، «رهيب»، «يا حظ عينك» للفنان عبدالمجيد عبدالله، و«لا تجي»، «تظلمني»، «تحملتك» للفنان رابح صقر. «وقفة وفاء» وفي وقفة وفاء لصالح الشهري الذي أفنى حياته وسخرها للفن ونال لقب أفضل ملحن لعام 96، وقدم كل ما يملكه في سبيل الفن وإثراء الساحة «مات صالح»، هكذا بدأ الإعلامي علي فقندش حديثه واصفاً الملحن صالح الشهري بأنه كان علامة فارقة في عالم الموسيقى السعودية، مؤكداً أنه امتداد لجيل العمالقة من الملحنين السعوديين الذين قدّموا أجمل الألحان لكبار الفنانين. مشيرا إلى تعاونه الفني مع الفنان طلال مداح في أكثر من أغنية منها (ما أوعدك) وأغنية (باختصاري)، إلا أن كلا من الفنان راشد الماجد والفنان عبدالمجيد عبدالله كان لهما نصيب الأسد من إبداعات الشهري الذي دعمهما بكثير من الأعمال التي قدّماها للجمهور بالشكل الذي هما فيه الآن، ومن ضمن هذه الأعمال أغنية (أبشر) للماجد وأغنية (رهيب) لعبدالمجيد، وكان آخر تعاوناته الفنية مع الفنان المخضرم أبوبكر سالم في أغينة «لو يفهمون» التي كتبها الشاعر منصور الشادي العام الماضي. وأضاف فقندش «يحسب للراحل تقديمه عدداً من الأصوات الشابة ومنها الفنان راشد الماجد عندما اكتشفه حينما كان رئيسا لقسم الموسيقى بجمعية الثقافة والفنون بالدمام، وقدم معه مجموعة من أجمل أغاني الماجد كأغنية «الصاحب اللي» من كلمات سعد الخريجي ونجحت ثم «يا مليح السجايا» لسعود سالم ثم قدمه بالأغنية العاطفية فغنى «أبشر من عيوني الثنتين، مستغربه، الليل روح، رجاوي، شرطان الذهب، يا صاحبي، يسألوني، تحقق منايا» وغيرها، كما أنه تبنى عدداً من المواهب كراشد الفارس وحسن عمر وعبدالهادي حسين وعباس إبراهيم ومحمد المشعل. وأشار فقندش إلى أن تعاونات الشهري تجاوزت الإطار المحلي إلى العربي فقدم ألحاناً لنوال الكويتية ونانسي عجرم وآخرين. واستذكر فقندش تلحين الراحل لمهرجان الجنادرية الثاني عشر الذي شارك فيه كل من الفنان طلال مداح ومحمد عبده وخالد عبدالرحمن وراشد الماجد وعبدالمجيد وعبادي الجوهر ورابح صقر وراشد الفارس، إضافة إلى الأعمال الوطنية الفردية للعديد من نجوم المملكة، منهم الفنان طلال مداح بأغنية (رقصة الموت) خلال فترة أزمة الخليج الأولى، والفنان محمد عمر والفنان رابح صقر والفنان راشد الماجد والفنان راشد الفارس وآخرون. وعاد ولحّن للمرة الثانية أوبريت الجنادرية 23 عهد الخير عام 1429ه وهو من كلمات الأمير سعد بن سعود وغناء محمد عبده وراشد الماجد وعبدالمجيد عبدالله وعباس إبراهيم وراشد الفارس ورابح صقر. وطالب فقندش بضرورة حفظ الإرث الموسيقي للراحل كونه أحد أهرامات الفن السعودي بما قدمه طيلة تاريخه الفني. ستة أشهر قبل وفاته وبنبرة حزينة قال الفنان الشاب رائد الفهد «لا أنسى اللقاء الذي جمعني بالراحل قبل ستة أشهر تقريبا في جدة»، حينما كنت بصحبة عبدالرحمن ابن الفنان الكبير محمد عبده، وقدمت حينها نصا له اسمه «مليت وعدك» من كلماتي، فأعجب بالنص وصوتي ووعدني بتلحينه وتقديم ألحان أخرى، معتبرا رحيله خسارة كبيرة خصوصا أنه عُرف بدعمه الدائم للأصوات الشابة، وقال «لا نملك إلا أن نقول إنا لله وإنا إليه راجعون فقد خسرنا اسماً فنياً لن يعوَّض بسهولة». فقيد الفن الخليجي وفي حديث للفنان جابر الكاسر «كان الفنان الكبير صالح الشهري بشوشاً وابتسامته على محياه، لم يكن يفرق بين الكبير والصغير وكان يعاملنا سواسية نظرة الكبار، والجميع ينظر إليه النظرة ذاتها، ليس شخصاً واحداً من فقد صالح بل فقد الفن السعودي والخليجي رمزاً من رموزه». إنسان استثنائي كما تحدث عباس إبراهيم عن وفاة الشهري قائلا: «فقدنا إنساناً لم يكن عادياً بل يتمتع بطيبته وسماحته، تعاونت معه فكان في قمة الرقي ووكان خلوقاً جدا، يحترمه أي من كان من الوهلة الأولى، ليس بوسعنا إلا الدعاء له بالرحمة والمغفرة». أستاذ ومعلم وعلق الملحن خالد العليان قائلا «صالح الشهري صاحب القلب الكبير هو أستاذي ومعلمي، إنسان لو تحدثنا عنه على مد العصور لما أوفيناه حقه، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته». الأب الروحي وبنبرات يملؤها الحزن قال الفنان بندر سعد «تربطني مع الملحن الكبير صالح الشهري -رحمه الله- علاقة إنسانية أكثر من علاقتي الفنية، علاقة أخوية، أعتبره الأب الروحي لبندر، تعلمت منه الكثير: التصافح والتسامح والنية الحسنة، صالح الشهري جنّد نفسه للفن وللإنسانية، وحرم نفسه الأبناء، وأنا لا أستطيع على الإطلاق التعبير عنه، كما وإن نفسيتي متدهورة جدا». وأضاف سعد «كنت بصدد طرح أغنيتي في هذا اليوم ولكن أحمد الله أنني تأخرت في طرحها، ومن خلالكم أعلن التوقف عن جميع أنشطتي الفنية تقديرا للفقيد -رحمه الله- لأننا في موقف صعب فعليا، وسأكون غدا بإذن الله بمدينة الرياض لحضور صلاة الجنازة وتقديم واجب العزاء». زفاف أختي من جانبه، علق الشيخ الشاعر دعيج الخليفة الصباح قائلا «جمعتني مع الفقيد الفنان الخلوق الأستاذ صالح الشهري أعمال جميلة كان آخرها عمل بمناسبة زفاف أختي، رحمه الله رحمة واسعة، رحل عنا جسداً وبقي معنا عطاؤه الذي لا ينضب». خسارة فادحة كما تحدث الأستاذ صالح بوحنية مدير جمعية الثقافة والفنون في الدمام سابقا قائلا «لا أستطيع القول إلا رحم الله الفقيد الفنان صالح الشهري وغفر له ذنوبه إن شاء الله، مما لاشك فيه أن رحيل الشهري خسارة كبيرة للساحة الفنية، فهو -رحمه الله- من القامات الفنية المبدعة بالمملكة وعلى مستوى الوطن العربي، الفنان صالح الشهري كان قلباً مفتوحاً ومحباً للجميع، وكانت ابتسامته الدائمة تسبق كلامه، وكان الكرم من سجاياه مع الأصدقاء والوفاء والتواضع أيضا، والإنسانية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى تتجسد في صالح الشهري رحمه الله، كلامي تحكمه علاقتي الطويلة معه في جمعية الثقافة والفنون بالدمام، رابطها الإخلاص والاحترام المتبادل، كان -رحمه الله- حينذاك رئيسا لقسم الموسيقى بالفرع لسنوات فأعطى من وقته الكثير من النهوض بالقسم، وبحكم علاقته العريضة مع الوسط الفني في المملكة والخليج شهد قسم الموسيقي نشاطات متميزة من خلال الحفلات والأمسيات الفنية وبرز من خلال تلك الفعاليات الكثير من المواهب الغنائية المشهورة في الساحة الفنية الآن. مع خالد عبدالرحمن مع رابح وكعادته لا تفارقه الابتسامة مع عبدالمجيد عبدالله