ملفات كثيرة اضطلعت بها وزارة التجارة في الفترة الأخيرة وبدأت تظهر نتائجها تدريجياً وبشكل ملموس، ولعل العقلية الجديدة التي أصبحت تدار بها الوزارة والرؤية التي يحملها الدكتور توفيق الربيعة وفريقه وراء ذلك، لكن العقلية والرؤية وحدها لا تكفي ولا تكون فعّالة بشكل كامل في جسد بيروقراطي ترهل عبر عقود ويحتاج إلى جهد الجبارين على حد تعبير الراحل ياسر عرفات، وفي العادة يتم تنشيط الجسم الخامل بمغذيات خارجية إلى حين يعيد الجسم بناء نظامه الداخلي، وليس هناك أفضل للأجهزة الحكومية والخاصة من مغذيات الإعلام المقروء والمسموع والمرئي وشبكات التواصل الاجتماعي في خلخلة الشحوم المتراكمة في هذا الجسد حتى يبدأ بالذوبان تدريجياً ويصبح أكثر رشاقة وشباباً وحيوية.إن تفاعل الدكتور الربيعة مع تغريد الشاب في تويتر بسرعة وتحرك مفتشي الوزارة كشف عن أن مطعم الخمسة نجوم ليست مشكلته في فرض رسوم الخدمة التي ألغتها الوزارة فقط وإنما في مجموعة مشكلات متراكمة تتمثل في تشغيل عمالة مخالفة لأنظمة الإقامة والعمل وسوء النظافة واستخدام أغذية فاسدة ومنتهية الصلاحية، لكن الأسئلة تظلّ معلّقة، ماذا لو لم يرسل الشاب تغريدته إلى الوزير؟ وماذا لو كان الوزير مثل بعض المسؤولين يصرح بالفم الملآن أنه لا حساب لديه في الفيسبوك أو تويتر ولا يتعامل معهما، وماذا لو أن التغريدة لم يشاهدها الوزير لانشغالاته وتركها لأحد الموظفين الذين لا يرون فيها أكثر من مشكلة شخصية لزبون في مطعم استكثر رسم خدمة بواحد وتسعين ريالاً، هل يعني هذا أن الناس سيستمرون في أكل الأطعمة الفاسدة والملوثة على أيدي عمال مخالفين، وهل نستغني عن كل لجان التفتيش في وزارات التجارة والصحة والبلديات وهم آلاف مؤلفة بمجموعة من الشباب الرائعين المتحمسين في الشبكات الاجتماعية وتويتر تحديداً ليبلغوا الوزارة بمخالفات الاشتراطات في المطاعم والمراكز التجارية ومبالغات الأسعار والاحتكار؟ وهل نسميهم مغردي وزارة التجارة على غرار محتسبي الهيئة.