احتشد آلاف المصريين في ميدان التحرير في وسط القاهرة اليوم الجمعة منذ الصباح الباكر استعدادا لتظاهرة “مليونية” دعت إليها حركات شبابية وأحزاب سياسية لمطالبة المجلس العسكري الانتقالي بنقل الحكم إلى سلطة مدنية في ما أطلقوا عليه “جمعة الفرصة الأخيرة”. وكانت الحركات الشبابية التي أسقطت الرئيس مبارك في 25 كانون الثاني/يناير، أطلقت اقتراحات لإنهاء الأزمة تعتمد أساساً على تشكيل حكومة إنقاذ مدنية تنقل إليها كافة صلاحيات المجلس العسكري وإنشاء مجلس رئاسي مدني. وكان المجلس العسكري الحاكم في مصر أعلن أمس الخميس اعتذاره رسميا لسقوط “شهداء” خلال الاشتباكات الدامية الأخيرة التي شهدتها البلاد منذ ستة أيام, والتي أوقعت 41 قتيلا بينهم 36 في القاهرة وأكثر من 3 آلاف جريح بحسب وزارة الصحة، لكنه رفض مطالب المتظاهرين بالتخلي فورا عن السلطة، معتبرا ذلك أنه سيكون بمثابة “خيانة للأمانة” التي حمله إياها الشعب، ومؤكدا أنه يجري مشاورات حثيثة لتكليف رئيس الوزراء الأسبق كمال الجنزوري لتشكيل حكومة جديدة. وكان الخطاب الذي ألقاه رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي الثلاثاء الماضي أثار استياء كبيرا بين المتظاهرين المعتصمين في ميدان التحرير لعدم تقديمه أي اعتذار عن أعمال القتل فضلا عن امتناعه عن وصف من قتلوا بأنهم “شهداء” ووصفهم عوضا عن ذلك ب”الضحايا”. فيما طالبت واشنطن اليوم الجمعة من المجلس العسكري الانتقالي الحاكم في مصر بنقل السلطة إلى حكومة مدنية “بشكل عادل وشامل” على أن يجري ذلك “في أسرع وقت ممكن” كما جاء في وكالة الأنباء الفرنسية. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في بيان أن “الأهم هو أننا نعتقد أن النقل الكامل للسلطة إلى حكومة مدنية يتعين أن يجري بشكل عادل وشامل يلبي التطلعات المشروعة للشعب المصري، في أسرع وقت ممكن”. وقال كارني أن الولاياتالمتحدة “تعرب عن أسفها العميق” لفقد الأرواح خلال الاحتجاجات التي جرت مؤخرا، وتحث السلطات المصرية على “إجراء تحقيق مستقل في ملابسات تلك الوفيات”. ولكنه أضاف أن الوضع في مصر يتطلب “حلا جذريا يتوصل إليه المصريون” ويتفق والمبادئ العالمية. وقال البيان الأمريكي “تعتقد الولاياتالمتحدة بشدة انه يتعين منح الحكومة المصرية الجديدة سلطة حقيقية فورا”. وجاءت التصريحات الأمريكية في الوقت الذي تحدثت تقارير وردت عن قنوات تلفزيونية مصرية خاصة عن تكليف المجلس العسكري الحاكم رئيس الوزراء الأسبق كمال الجنزوري تشكيل حكومة جديدة. وكان الجنزوري (78 عاما) تولى رئاسة الوزراء ما بين عامي 1996 و1999 في ظل حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك. وشغل الجنزوري، وهو اقتصادي حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة ميتشجان الأمريكية، منصب رئيس الوزراء قبل أن يغضب عليه الرئيس المصري السابق حسني مبارك ويقيله بشكل مفاجئ. وبحسب صحافي من وكالة فرانس برس، استقبل المتظاهرون في ميدان التحرير خبر تعيين الجنزوري بالاستنكار بل وبإطلاق العديد من النكات التي تتهكم على اختيار رجل اقترب من الثمانين لرئاسة الحكومة. وبسبب عودة التوتر السياسي خفضت وكالة ستاندرد اند بورز للتصنيف الائتماني الخميس قدرة مصر على الحصول على ديون سيادية درجة واحدة من “بي بي-” إلى “بي+”، وأرفقت قرارها بتوقعات سلبية للاقتصاد المصري. أمريكا | الثورة المصرية | مصر