حمل أستاذ البلاغة والنقد بجامعة الملك سعود الدكتور محمد الهدلق، والدكتور إبراهيم الشمسان أستاذ النحو والصرف، وسائل الإعلام العربية المختلفة التي أخذت في الانتشار بشكلٍ لافت، دوراً محورياً وكبيراً في تدني انتشار اللغة العربية الفصحى بين أوساط أفراد المجتمع العربي، وإحلالها باللهجات العامية التي كان لها نصيب الأسد في زحزحة اللغة العربية عن مكانها. ولفتا، مساء أمس الأول خلال مشاركتهما في الندوة التي نظمتها إدارة التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية، ممثلة بمكتب التربية والتعليم بشرق الدمام بعنوان (اللغة العربية والتعليم) وأدارها مشرف اللغة العربية محمد الزهراني، وذلك بمناسبة يوم اللغة العربية العالمي، بحضور مدير تعليم المنطقة الدكتور عبدالرحمن المديرس، والمساعد للشؤون المدرسية فهد الغفيلي، بمبنى تعليم الشرقية قطاع البنات بالدمام، وسط مشاركة عدد من التربويين والمهتمين باللغة العربية والطلاب المتميزين، لافتين بأن الإذاعة والتلفاز طغت على عقول الناس واهتماماتهم، واحتلت الصدارة في كل بيت، وغذتها الأقمار الصناعية بما يفوق الوصف من برامج، استغرقت اليوم بأكمله، وكثير من هذه البرامج التي تذاع باللغة العربية لا تتحرى اللغة العربية السليمة، وتقدم بالعامية. ولفت الدكتور الهدلق إلى أنه استمراراً لجهود المملكة الموفقة في عنايتها باللغة العربية، جاء القرار المبارك من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – بإنشاء مركزٍ يعُنى باللغة العربية في جميع أنحاء العالم، ليكون انطلاقةً متوهجةً للبناء الحضاري والفكري الذي تقوده المملكة، وأضاف يعد مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، إحدى الواجهات العلمية والثقافية المهمة في الفترة القريبة المقبلة، ورمزاً لخدمة لغة القرآن الكريم، ونشرها، وتعليمها في أرجاء المعمورة. كما أشار الدكتور الشمسان، إلى أن الواقع يؤكد أن معظم المعلمين في المراحل التعليمية المختلفة يخالفون النظم والقوانين التعليمية والأسس التربوية، ويستعملون لغتهم العامية في التدريس، حتى في حصص اللغة العربية، مما يسهم وبشكلٍ واضح في تدني مستوى اللغة العربية عند الطلاب، وأضاف من أكبر ما تواجه العربية تحييدها، فهي ليست لغة العلوم في الجامعات إذ نجد اللغة الإنجليزية هي المسيطرة على تعليم الطب والهندسة والصيدلة.