كشفت مصادر في قطاع زيوت السيارات أن هناك زيادة مرتقبة في أسعارها، مطلع مايو المقبل، تشمل الأنواع المحلية دون سواها، مشيرين إلى أن شركات الزيوت السعودية أبلغت الموزعين أن الزيادة ستصل إلى 12 % على الأقل». واتهم العاملون في أحاديثهم ل»الشرق» الشركات المحلية بالتلاعب وتعمد رفع أسعار الزيوت، التي ارتفعت مطلع العام الجاري بنسبة 15 %»، لافتين إلى أن «رفع الأسعار لا توجد مبررات مقنعة له، وجميع حججها واهية وغير منطقية». شنان الزهراني وأيد عضو اللجنة الوطنية التجارية شنان الزهراني، والمسؤول عن ملف زيوت السيارات في اللجنة، ما ذهب إليه العاملون بأن «هناك تلاعباً واستغلالاً متعمداً تقوم به شركات الزيوت، في ظل غياب الرقابة من قبل الجهات المختصة، وهو ما استغلته الشركات، لتقوم برفع الأسعار في فترات متقاربة جداً من غير مبررات منطقية»، مضيفاً أن «بداية العام شهدت زيادة في أسعار الزيوت بلغت 15 %، وخلال نحو 13 يوماً، يتوقع أن تطبق الزيادة الجديدة ب12 %، مما يعزز هذا التلاعب»، مضيفاً «المبررات التي تأتي بها الشركات غير منطقية، حيث تدعي أن أسباب رفع الأسعار، يعود لارتفاع أسعار النفط والمواد الأولية الداخلة في صناعة الزيوت، بالإضافة إلى تكلفة النقل، وهذا مبرر غير مقنع»، موضحاً أن «الزيادات في الأسعار خلال العامين الماضيين، وبفترات متقاربة، تعكس ضعف هذا المبرر، خاصة إذا علمنا ان أسعار البترول تراوحت بين تسعين و148 دولاراً للبرميل في تلك الفترة، ورغم ذلك، لم تنخفض أسعار الزيوت طيلة هذه المدة، مما يؤكد أن أسعار النفط العالمية، ليس لها علاقة مباشرة بارتفاع أسعار الزيوت، ويوضح أن الشركات نفسها هي التي ترفع الأسعار، مستغلة ضعف الرقابة». الأنواع المحلية تتجاوز أسعارها «المستوردة» كشف شنان الزهراني أن ملف زيوت السيارات على وجه الخصوص «تمت دراسته ومناقشته في اللجنة الوطنية التجارية، لما يمثله من أهمية تتطلب التدخل لوضع حد لهذه التجاوزات»، مشيرا إلى أن «الحل الوحيد لهذه المشكلة، هو تدخل عاجل من قبل الجهات المختصة، لوضع سقف أعلى للأسعار، بناء على المعطيات السعرية الحقيقية». وأوضح أن «أسعار الزيوت المحلية تجاوزت نظيرتها المستوردة، وهذا أمر غير طبيعي، ويؤكد حجم التلاعب الذي تقوم به الشركات المحلية، مبينا أن «الزيوت المستوردة تخضع لدفع رسوم في الجمارك، تبلغ 20% وبالرغم من ذلك، فإن أسعارها أقل من المحلية»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن «السعودية تعد أكبر سوق مستهلك ومنتج لزيوت السيارات في الشرق الأوسط». وكشفت جولة ل»الشرق» على بعض محال بيع الزيوت في الدمام عن ترقب هذه المحال لرفع الأسعار مطلع الشهر المقبل، بناء على ما تم إبلاغهم به من قبل الشركات المنتجة لزيوت السيارات. مستهلكون يعترضون.. والموزعون يبرئون أنفسهم ذكر محمد صالح (بائع في محل زيوت بالدمام) أن شركات الزيوت أبلغتهم بنيتها رفع أسعار الزيوت بنسبة تصل إلى 12%، بواقع ريالين في كل عبوة سعة لتر واحد. وأضاف أن «آخر زيادة لأسعار الزيوت كانت في يناير الماضي، وشكلت هذه الزيادة انزعاجا للمستهلكين، الذين أبدوا تذمرهم من ارتفاع أسعار الزيوت، الذي أصبح خلال العامين الماضيين، مسلسلا متواصلا ومتوقعاً». من جانبه، قال محمد بانافع (عامل في محل غيار زيوت في الدمام) أن بعض المستهلكين من زبائن المحل بدأوا يقللون من عمليات تغيير الزيوت، بإطالة فترة بقائها في سياراتهم، نظرا لارتفاع الأسعار»، موضحا أن «هذا الأمر بدأ يظهر بوضوح خلال السنوات الثلاث الماضية». وبين بانافع أن محال تغيير الزيوت لاتقوم برفع الأسعار من تلقاء نفسها بل حسب ما تبلغهم به شركات الزيوت والموزعين الذين يشعرون المحال برفع الأسعار عند القيام بطلب توفير كميات من الزيوت للمحال، موضحا في الوقت ذاته أن زيوت السيارات أكثر المنتجات التي تشهد ارتفاعات متلاحقة في فترات وجيزة بخلاف المنتجات الأخرى.