أكد الرئيس السوداني عمر البشير، عند عودته إلى الخرطوم بعد انتهاء القمة العربية في بغداد، ضرورة المضي قدما في طريق السلام مع دولة الجنوب المجاورة. وقال «البشير» إن من سماهم الأعداء يضعون العوائق أمام تحقيق السلام مع الجنوب ويسعون إلى تأجيج الصراع بين السودان وجنوبه، وشدد على قناعته بضرورة المضي قدما في طريق السلام، وقال «أفشلنا الاعتداءات على حدودنا وعازمون على السلام فلا رجعة عنه». فيما أعلنت القوات المسلحة السودانية جاهزيتها لحسم ما أسمته مؤامرات جوبا ضد الخرطوم، وتصدَّى الجيش لهجمات جديدة للمتمردين في منطقتين تابعتين لجنوب كردفان على الحدود مع الدولة الوليدة، وتزامن الهجوم مع صدور توجيهات من قيادات الجيش الشعبي لتحرير السودان «جيش الجنوب» بالانسحاب من منطقة هجليج الغنية بالنفط والتابعة للشمال. إلى ذلك، تأجلت جولة المفاوضات بين وفدي السودان والجنوب 48 ساعة بسبب مرض الوسيط الجنوب أفريقي ثامبو امبيكي، فيما برزت مطالبات أممية وإفريقية تنادي بالإسراع لعقد قمة عاجلة بين الرئيسين البشير وسلفاكير وسط مقترحات بنقلها من جوبا إلى أرض محايدة. وكان من المقرر أن تلتئم قمة البشير وسلفاكير في العاصمة الجنوبية لتوقيع اتفاقات حول بعض القضايا الخلافية من بينها اتفاقيات الحريات الأربع وترسيم الحدود، إلا أن الهجوم الجنوبي على منطقة هجليج البترولية الحدودية نسف أرضية التفاهم الذي حدث مؤخرا بين البلدين وتُرجِم في توقيع الاتفاق الإطاري في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.