مواقف حماس محيرة متداخلة مربكة متناقضة، لم نعد نعرف ماذا يريدون! هل حماس مع الثورات العربية أم بتحفظ؟ ما هي حقيقة أوضاعها وخلافاتها الداخلية بعد سلسلة التصريحات المتضاربة لقادتها؟ ألف سؤال وسؤال، ولكن اللافت هو زيارة محمود الزهار أحد أبرز قادة الحركة إلى طهران في ظل تجاهل الإعلام الحمساوي لهذه الزيارة التي اجتمع خلالها محمود الزهار من اليوم الأول بل لحظة وصوله مع وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي. زيارة الزهار تأتي بعد فشل زيارة إسماعيل هنية في إقناع طهران بالموقف من سورية. والفشل في إقناع طهران بأن المقاومة في غزة يجب أن تأخذ استراحة، والفشل في إقناع طهران بمواقف الحركة وملفات المصالحة الفلسطينية وحلحلتها. وتأتي الزيارة بعد إفشال الفلسطينيين والمصريين مشروع حرب إسرائيلية على غزة كادت أن تحصل لولا حكمة الفصائل الفلسطينية والقيادة الفلسطينية والمصرية. فالزهار قال في إيران إن المبادئ والإستراتيجيات الثابتة للمقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل مستمرة.. ولم يتطرق للأمر الأساس الذي أزعج إيران، ألا وهو تجديد الهدنة مع إسرائيل بوساطة مصرية وبالتالي وقف العدوان على غزة الذي كاد أن يحصل في هذه الظروف. إيران تريد تخفيف الضغط على النظام السوري على حساب دماء الفلسطينيين في غزة والزهار يريد إقناعهم بالمبررات التي حالت دون تقديم هذه الدماء ولذلك أكد هو على المبادئ الإستراتيجية فيما صالحي شدد على الهجمات العدوانية الغاشمة للكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني الأعزل كما قال.. والبقية غدا.