استلم فريق من الخبراء الهولنديين، عصر أمس، مهمة قطر ناقلة البتروكيماويات السفينة»ستالت فالور» التي اندلعت فيها النيران أمس الأول قبالة سواحل الجبيل من السفينة السعودية «نجمة1 «، التابعة لشركة «أرامكو»، حيث جرى سحبها للمياه الإقليمية البحرينية، لمقابلة أربعة زوارق قادمة من الإمارات للسيطرة على الحريق. وطبقاً لمعلومات حصلت عليها «الشرق» فإن الناقلة اقتربت عند الثامنة من صباح أمس من مدخل السفن لمحافظة رأس تنورة، وأن فرقاً من شركة «أرامكو» تعاملت مع الحدث، وسحبت الناقلة مسافة سبعة أميال بحرية، عن مدخل السفن باتجاه الشمال، فيما وصل فريق من الخبراء الهولنديين، الذين تعاقد معه مالك الناقلة، لموقعها عند الرابعة من عصر أمس. من جانبه أوضح الناطق باسم حرس الحدود بالمنطقة الشرقية العقيد بحري خالد العرقوبي أن أعمال السيطرة على الحريق الذي شهدته الناقلة التي ترفع العلم الليبيري في عرض البحر لاتزال مستمرة، مشيراً إلى قيامهم بإعادة السفينة إلى موقع الحريق، بعدما سحبتها الأمواج باتجاه المياه الإقليمية السعودية، مشيراً إلى عمليات مسح جوية نفذت صباح أمس لإبعاد الناقلة عن المناطق الصناعية للخطورة التي تشكلهاعليها. ولفت إلى قيامهم بالاستعانة بشركة هولندية متخصصة في تعويم السفن وإطفاء الحرائق، نظراً لوجود مواد كيماوية على متن الناقلة، بإشراف ومتابعه من حرس الحدود في المنطقة الشرقية. من جهته استبعد مدير فرع المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بالمنطقة الشرقية المهندس صالح الزهراني حدوث أي أضرار نتيجة احتراق الناقلة والتسرب الذي قد ينتج عن الحريق بسبب البعد الشديد عن محطات التحلية، كما أن هناك خططا داخلية لمثل هذه التسربات وكيفية الحد منها، حيث تنظم دوريات دقيقة على مدار ال 24 ساعة للتأكد من خلو المياه من أي تلوث أو تسرب، فضلاً عن أن معهد الأبحاث يقوم بعمله في هذا الخصوص، ويراقب الوضع، لذلك فإنهم يؤكدون للجميع أن المياه آمنة من حدوث أي تلوث . وأكد الزهراني ل»الشرق» إن هذا الحادث وكميات التسرب الناتجة عنه لا تقارن أبداً بما سبق حدوثه من تلوث في البحر إبان حرب الخليج، وبالتالي فإن خبرتهم في هذا المجال قوية. وأضاف رئيس شركة «مرافق» المهندس ثامر الشرهان إنه ومنذ الوهلة الأولى لسماعهم خبر الحريق تم اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة، حيث يتم أخذ عينات من مياه البحر باستمرار لمراقبتها والتأكد من خلوها من أي تلوث، كما يتم التنسيق مع الجهات المسؤولة والمعنية بالحادث، مشيرا إلى أن الوضع مستقر حتى الآن. لافتا إلى أن خطر التلوث والأضرار جراء هذا الحادث ضئيلة. إلى ذلك أوضح أستاذ الهندسة الكيميائية المساعد بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور عيد المطيري ل»الشرق» أن المادة التي تنقلها السفينة تسمى «ميثيل ثلاثي بيوتيل الأيثر»، وهي مادة متطايرة قابلة للاشتعال تضاف إلى الجازولين لزيادة رقم الأوكتان وتقليل الانبعاثات الضارة عند احتراقه، وهي مادة عديمة اللون، غير قابلة للتحلل البيولوجي عندما تتسرب، ولكنّ لها آثارا ضارة بالبيئة، والتعرض لها لمدة طويلة يشكل ضررا على الإنسان . مشيرا إلى أنه لوحظ في الولاياتالمتحدةالأمريكية تسرب هذه المادة إلى المياه الجوفية بعد وضعها في حاويات تحت الأرض. وذكر أن تسربها إلى مياه البحر قد يوصلها إلى محطات التحلية وربما يلحق أضرارا بالحياة البحرية، والتعامل معها في هذه الحالة يحتاج إلى متخصصين في قضايا التلوث البحري.